يبدوا أن أزمة طلبة والطب والصيدلة وصلت إلى الطريق المسدود، حيث أصبح سيناريو “سنة بيضاء” الأقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي يتهم الطلبة الحكومة بدفعهم نحو هذا الخيار، من خلال إصرار الحكومة على إجراء الامتحانات في تاريخ حددته وزارة التعليم العالي بشكل أحادي.
وشهدت كليات الطب والصيدلة بالمغرب في اليوم الأول من الامتحانات التي تم برمجتها يوم 26 يونيو 2024 مقاطعة بلغت نسبة 94 في المائة، حيث بلغ مجموع الطلبة الذين اجتازوا الامتحانات، 94 طالبًا فقط من إجمالي 10,966 طالبًا.
وبلغت نسبة المقاطعة في كلية الطب والصيدلة بأكادير 96.45%، حيث قاطع الامتحانات 626 من أصل 649، أما في كلية الطب والصيدلة بطنجة، فقد قاطع الامتحانات 641 من أصل 650 طالبًا، بنسبة 98.6%، وفي كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء قاطع 1272 من أصل 1345 طالبًا، بنسبة 94.6%، وقاطع بكلية الطب والصيدلة بوجدة 866 من أصل 890 طالبًا، بنسبة 97.7%، وفي كلية الطب والصيدلة بالرباط قاطع 1335 طالبا من أصل 1412 طالبًا، بنسبة 94.55%، وفي كلية الطب والصيدلة بفاس قاطع 1135 من أصل 1318 طالبًا، بنسبة 86.11%.
فيما قاطع الامتحانات في كلية الطب والصيدلة بمراكش 2174 من أصل 2234 طالبًا، بنسبة 97.31%، وفي كلية الطب والصيدلة بأكادير قاطع 132 من أصل 150 طالبًا، بنسبة 88%، بينما في كلية الطب والصيدلة بالجديدة فقد قاطع 68 من أصل 98 طالبًا، بنسبة 69.33%، وفي كلية الطب والصيدلة بالعيون قاطع 376 من أصل 410 طالبًا، بنسبة 91.7%، وفي كلية الطب والصيدلة ببني ملال قاطع 148 من أصل 150 طالبًا، بنسبة 98.66%.
وبخصوص طلبة الصيدلة، فقد قاطع في كلية الطب والصيدلة بالرباط 652 طالبا من أصل 725، بنسبة 90%، وفي كلية الطب والصيدلة بفاس قاطع 183 طالبا من أصل 213، بنسبة 86%، وفي كلية الطب والصيدلة بوجدة قاطع جميع الطلبة البالغ عددهم 30، بنسبة 100%، كما قاطع جميع الطلبة في كلية الطب والصيدلة بطنجة البالغ عددهم 101، بنسبة 100%. وفي كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء قاطع 439 من أصل 466 طالبًا، بنسبة 94.2%، وفي كلية الطب والصيدلة بمراكش قاطع 118 من أصل 125 طالبًا، بنسبة 94.4%.
وفي هذا الصدد، قال طالب من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن طلبة الأسلاك الذين حددت أولى أيام اختباراتهم يوم 26 يونيو الجاري، لم يتوجهوا إلى قاعات الامتحانات بجميع الكليات.
وأضاف المتحدث، أنه في المقابل توجه الطلبة إلى الشواطئ قصد تنظيفها وإلى مراكز تحاقن الدم من أجل التبرع، وذلك للتعبير عن حس المواطنة الذي يتمتع به الطلبة.
وشدد الطالب، أن عائلات الطلبة منخرطة في جميع الأشكال النضالية المسطرة، إلى جانب الدعم المعنوي والمادي لأبنائهم، مستنكرا التضييق الذي تحاول الحكومة ممارسته على أباء وأمهات الطلبة من خلال الاتصال بهم بهدف تحريضهم ضد حرية أبنائهم في اتخاذ القرارات التي يرونها معقولة.
ويتهم الطلبة الحكومة بالدفع بهم نحو سيناريو السنة البيضاء بقرار سياسي محض، محذرين من الكلفة الباهضة لهذا الخيار على البلاد وعلى التقدم السليم لمشروع إصلاح المنظومة الصحية المرتكزة أساسا على التكوين الطبي والصيدلي من جهة، وعلى الصحة النفسية لـ25 ألف طالب وذويهم.
من جانبها ردت الحكومة عبر لقاء خاص عقده الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، على رواية الطلبة متهمة إياها بأنها تتضمن مغالطات غير صحيحة.
وواصل الوزير أن هذا الملف لا ينبغي أن يخرج عن طابعه التعليمي والتربوي، مشددت أن الحكومة سجلت مجموعة من المغالطات التي شابت الملف والتي قال إنه يتم الترويج لها على نطاق واسع مع تعمد تقديم نتائج وخلاصات غير تلك المتوصل إليها، يغلب عليها الطابع السلبي الذي لا يخدم هدف التوصل لحل للأزمة تفيد مصالح الجميع.
ويذكر أن هذه الدورة تعتبر الرابعة التي تبرمج خلال هذه السنة الجامعية وتقابل بقرار المقاطعة من طرف طلبة الطب والصيدلة.