أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الأربعاء، أنها تسلمت مقترحات من الوسطاء بشأن هدنة محتملة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تجري مشاورات وطنية موسعة لبحث مضمون هذه المقترحات، في ظل تطورات لافتة على مستوى المواقف الإقليمية والدولية تجاه النزاع المستمر منذ شهور.
وقالت الحركة، في بيان رسمي، إنها “تتعامل بمسؤولية عالية” مع المقترحات الجديدة، وتهدف من خلال نقاشها إلى “الوصول لاتفاق يضمن وقف العدوان، وتحقيق الانسحاب، وتأمين إغاثة عاجلة لأبناء شعبنا في غزة”، وفق نص البيان.
وتأتي هذه التصريحات بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على هدنة مدتها 60 يوما، مشيرًا إلى أن واشنطن تحث حركة حماس على التجاوب مع هذه الفرصة.
وقال ترامب، في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء: “نحن على مقربة من لحظة حاسمة. على حماس أن تثبت أنها تريد السلام فعلاً”، مشيرًا إلى أن تفاصيل الاتفاق تنتظر مصادقة الحركة الفلسطينية.
وفي تل أبيب، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى وجود توافق سياسي واسع بشأن صفقة محتملة. وقال في تصريح صحافي صباح اليوم: “الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقاً يفضي إلى تحرير الرهائن. لا يجب تفويت فرصة كهذه إن توفرت”، في إشارة ضمنية إلى دعم جهود التهدئة مقابل ترتيبات إنسانية وأمنية محددة.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يعيش فيه قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة، مع دمار واسع في البنية التحتية، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وانقطاع متكرر للمساعدات، ما يجعل من أي تهدئة مقبلة أملًا لالتقاط الأنفاس لدى أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع.
ويُنتظر أن تكشف الساعات المقبلة عن موقف أكثر تفصيلاً من حركة حماس، بينما تواصل الوساطات، التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.