أعرب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو عن دعمه للرياضيين في مسألة “الركوع” على منصات التتويج في أولمبياد طوكيو 2020 المؤجل جراء تفشي جائحة كوفيد-19، في أعقاب احتجاجات ساعية إلى حظر هذا التصرف.
وأكد كو خلال تفقده الاستاد الوطني حيث ستقام سباقات المضمار والميدان الأولمبية العام المقبل، إن أي خطوة احتجاجية يجب أن تتم “باحترام” المتنافسين الآخرين.
وخضع الحظر المفروض على الحركات الاحتجاجية في الأولمبياد، والذي صدر في كانون الثاني/يناير الماضي، إلى عملية تمحيص، خصوصاً في أعقاب غزو حراك “حياة السود مهمة” للمنافسات الرياضية بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة في أيار/مايو الماضي.
وأوضح كو للصحافيين في طوكيو “لقد كنت واضحاً جداً أنه في حال رغب رياضي في أن يجثو على منصة التتويج، فأنا أؤيد ذلك”.
وأضاف عضو اللجنة الأولمبية الدولية والرئيس المستقبلي المحتمل لها أن “الرياضيين جزء من العالم، ويريدون أن يعكسوا صورة العالم الذي يعيشون فيه (…) هذا مقبول تماماً بالنسبة لي، طالما يتم مع الاحترام الكامل للمتنافسين الآخرين، وهو ما أعتقد أن معظم الرياضيين يفهمونه بشكل صحيح”.
يأتي هذا التصريح إعادة لما كان قد أدلى به كو الشهر الماضي لصحيفة “تايمز” البريطانية، عندما أيّد أيضاً الاحتجاج المحترم، قائلاً إنه من المستحيل “فصل الرياضة عن القضايا الاجتماعية والثقافية”.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قامت في كانون الثاني/يناير الماضي بتحديث إرشاداتها حيال نشاط الرياضيين، وحظرت حينها أي نوع من الاحتجاجات على منصات التتويج أو في الميدان.
لكنها ألمحت في الوقت نفسه إلى استعدادها لتليين موقفها، ودعم المفاوضات التي تقودها لجنة الرياضيين الأولمبيين للنظر في طرق السماح بدعم “كريم” للمبادرات المناهضة للعنصرية.
وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ أكد في حزيران/يونيو الماضي، إلى أن اللجنة تدرس طرقاً مختلفة “تمكّن الرياضيين الأولمبيين من التعبير عن دعمهم للمبادئ المنصوص عليها في الميثاق الأولمبي”.
– “لن نسكت بعد الآن” –
واشتهرت عملية الركوع بوضع ركبة واحدة على الأرض، من خلال ظهير كرة القدم الأميركية السابق كولين كايبرنيك، الذي بدأ الركوع قبل عزف النشيد الوطني في العام 2016، للاحتجاج على وحشية الشرطة ضد السود والأقليات الأخرى.
ونبذت رابطة كرة القدم الأميركية كايبرنيك بسبب احتجاجه الراكع، ما جعله والرياضيين الذين احتذوا بحركته موضع إدانة المحافظين، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولكن في حزيران/يونيو، سمحت رابطة كرة القدم الأميركية بـ”الاحتجاجات السلمية”، فيما حض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الدوريات على استخدام “الحس السليم” عند اتخاذ قرار بشأن اتخاذ إجراء حيال أي نشاط سياسي.
ودعا رياضيون أميركيون، إلى جانب أيقونة الألعاب الأولمبية في المكسيك عام 1968 جون كارلوس، الذي اشتهر بطرده من الحدث بسبب رفع قبضته تحية لقوة السود، اللجنة الأولمبية الدولية إلى إلغاء الحظر المفروض على الاحتجاجات.
وقالوا إنه “لن يتم إسكات الرياضيين بعد الآن”.
وتُعدّ قضية نشاط المتنافسين من بين العديد من الأسئلة الشائكة التي تواجه منظمي الألعاب المقرر افتتاحها في 23 تموز/يوليو 2021، بعد تأجيلها عاماً بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبينما تدور تساؤلات حيال إقامة الألعاب الأولمبية أثناء تفشي الجائحة، يعمل المنظمون على إجراءات مضادة يأملون في أن تقنع الرياضيين والجماهير اليابانية، بإمكانية استمرار الألعاب.
وأعرب كو عن ثقته بأن إقامة الحدث ستكون ممكنة، مشيراً إلى أنه “قد تكون هناك بعض التعديلات، قد تكون هناك حاجة لبعض الاختلافات، لكنني مقتنع تماماً أنه حتى في ظل هذه الظروف ستبقى ألعاباً رائعة”.
ولفت كو إلى الرقمين القياسيين العالميين الجديدين اللذين تم تسجيلهما ليلة الأربعاء في فالنسيا، في سباقي 10 آلاف متر و5 آلاف متر سيدات، كدليل على حماسة الرياضيين للمشاركة في الألعاب الأولمبية.
وقال “ما أراه في ذلك، هو أن الرياضيين تجاوزوا شهور الوباء بشكل جيد للغاية”، مضيفاً “لقد كانت ظروفاً صعبة للغاية، إذ لازم عدد كبير منهم منازلهم لأشهر عدة. وما فعلوه هو أنهم حافظوا على مستوى عالٍ جداً من اللياقة”.
وختم كو قائلاً إن “هذا يبشر بالخير حيال الأداء هنا العام المقبل (…) أعتقد أن ألعاب القوى ستكون في صدارة الألعاب”.