تسير الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس “كورونا”، باستراتيجية دقيقة وتنسيق بين وزارة الداخلية ووزراة الصحة، لإنجاح عملية التلقيح و الوصول الى مرحلة التمنيع الجماعي، وتواجه الحملة “غياب التنظيم” في بعض مراكز التلقيح وتساهل المراقبة والضبط، الأمر الذي جعل القائمين على العملية بمنطقة برشيد من إعطاء حقنتين لسيدة تبلغ من المر 56 سنة في يوم واحد، إرتفعت على إثرها اصوات تنبه الى خطورة التساهل في الإجراءات الصارمة لعمليات التلقيح، مع تزايد أعداد الملحقين بالمغرب و الإنتقال الى فئات أوسع وتشمل مختلف الأعمار.
وأمام تطورات عملية التلقيح، بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من التلقيح المضاد لفيروس “كوفيد-19” ثلاثة ملايين و160 ألف و479 شحصا “الجرعة الأولى”، بينما استفاد من الجرعة الثانية من اللقاح 43 ألف و626 شخصا، وفق ما أوردته وزارة الصحة ، الى حدود يوم الخميس ، في نشرتها اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ”كوفيد-19”.
و أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يبلغ 3، 1327 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 1، 1 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، فيما يصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا إلى 6375، وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 50 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 453 حالة، 30 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و279 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ(كوفيد-19)، فقد بلغ 3، 14 في المائة.
من جهته سجل رئيس الحكومة باعتزاز أن المملكة تواصل، بفضل الله وتحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، التميز في مواجهة جائحة كوفيد-19 والتقليل من آثارها، وأبرز وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السعيد أمزازي، في بلاغ تلاه خلال لقاء صحفي عقب اجتماع مجلس الحكومة، الذي انعقد عبر تقنية المناظرة المرئية، أن السيد العثماني نوه في كلمته الافتتاحية لهذا الاجتماع، بمجهودات جميع المتدخلين، وخصوصا الأطر الصحية والأطر الأمنية والسلطات الترابية، للنجاح الذي تعرفه الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، وللنظام والانسيابية اللذان يطبعانها، وهو المستوى الذي تشيد به ردود فعل عموم المواطنين، موضحا أن ما يزيد عن 3 ملايين مواطن ومواطنة استفادوا إلى غاية الآن من التلقيح، وهو إنجاز كبير يحق لجميع المغاربة أن يفتخروا به.
وشدد رئيس الحكومة في المقابل على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والصحية الجماعية التي حددتها السلطات المعنية، موجها جميع المواطنات والمواطنين إلى ضرورة إبقاء الالتزام أيضا بالإجراءات الفردية، وأشار العثماني إلى أن ظهور تحديات جديدة في المحيط الإقليمي والجهوي، والمرتبطة بالسلالات الجديدة من الفيروس، يستدعي المزيد من الحذر، منوها بالتفاعل السريع لوزارتي الصحة والداخلية مع هذا الموضوع، للرصد واليقظة، من أجل الحد من انتشارها ومخاطرها.
وأجاب الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء ، على الأسئلة الرئيسية المتعلقة بحملة التطعيم، والمناعة الجماعية، وأيضا فعالية اللقاح ضد الطفرات الجديدة، موضحا الى أي مدى يعتبر المغرب نموذجا في مجال التطعيم ضد “كوفيد 19″؟ مجيبا بأن الانطلاق الفعلي لحملة التطعيم أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان في 28 يناير الماضي، الذي تلقى أول جرعة، وهذه الانطلاقة تشكل، في حد ذاتها، إنجازا. إذ أن الأمر لم يأت بمحض الصدفة، بل جاء نتاج استراتيجية تم التفكير بشأنها ومبرمجة ومدروسة واستباقية.
ويالفعل أبرم المغرب، في غشت 2020، اتفاقي تعاون مع المختبر الوطني الصيني للتكنولوجيا الحيوية (سي- إين- بي- جي)، في مجال التجارب السريرية للقاح المضاد ل”كوفيد-19”. وتم التوقيع، في شتنبر الماضي، على مذكرة تفاهم لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد تنتجها شركة “إر-فارم” الروسية بترخيص من مجموعة “أسترازينيكا”.
كما وقع وزير الصحة، خالد آيت الطالب، في شتنبر الماضي بالرباط، على مذكرة تفاهم لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد تنتجها شركة “إر-فارم” الروسية بترخيص من مجموعة “أسترازينيكا”.
وفي غضون أقل من شهر على انطلاق حملة التطعيم، قام المغرب بتلقيح فئات مختلفة من السكان، حيث ما فتئت المملكة توسع الساكنة المستهدفة من الحملة الوطنية، فبعد أن اقتصرت في مرحلة أولى على العاملين في الصفوف الأمامية والأشخاص البالغين أزيد من 75 عاما، اتسعت الحملة ليشمل التلقيح الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 سنة أو أكثر، ومؤخرا المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 64 و 60 عاما، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، لذلك،”فإن المغرب، وبالنظر إلى هذه الإنجازات المحققة في زمن قياسي، يعتبر بلا منازع، نموذجا في هذا المجال”.
وحول المناعة الجماعية قابلة للتحقق في ماي المقبل، قال أنه في ضوء حملته الناجحة، فإن المغرب يسير على الطريق الصحيح لمكافحة انتشار “كوفيد 19” بشكل فعال. خاصة وأن الشعب المغربي قد انخرط على النحو الأمثل في هذه الحملة الوطنية الهامة، و من المتوقع أن تستمر حملة التطعيم ما بين 3 و 4 أشهر. إذا جرى الأمر كما هو متوقع، يمكننا الحديث عن تحقيق المناعة الجماعية مع حلول شهر يونيو المقبل. آنذاك فقط، سنتمكن من رفع القيود المجالية واستئناف الحياة بشكل شبه طبيعي.