أفادت مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط بأن مصلحة المواليد حديثي الولادة والخدج سجلت هذه السنة انخفاضا في عدد الوفيات بنسبة 31 بالمائة مقارنة مع 2019، وبنسبة 39 بالمائة مقارنة مع 2016.
وأبرزت مديرية المركز الاستشفائي أن نسبة الوفيات من بين الأطفال الذين ولجوا هذه المصلحة تقدر بـ8 بالمائة، وهي أقل نسبة سجلت منذ أن فتحت هذه المصلحة أبوابها، وذلك في بيان توضيحي على إثر ما راج مؤخرا بخصوص عدم قبول مواليد جدد بمصلحة المواليد الجدد بمستشفى الأطفال، موضحة أن الأمر يتعلق بامرأة حال ب3 توأم قدمت يوم 18 فبراير 2021 إلى مستشفى الولادة السويسي بسبب تقلصات رحمية حادة.
وبعد إجراء فحص طبي مدقق لحالة السيدة، يبرز المركز الاستشفائي، تبين أنها تعاني من حالة تهديد بالولادة قبل الأوان لحمل يناهز 28 أسبوعا فقط، حيث كانت تقلصات الرحم شديدة ومتتابعة، وكان عنق الرحم مفتوحا، مؤكدا أن الفريق الطبي المداوم جاهد، تحت إشراف رئيس المصلحة، لأجل تأجيل الوضع من خلال بروتوكول علاجي يرمي إلى تفادي هذه الولادة المبكرة، ولكن دون جدوى، حيث استمرت الحامل في مخاضها رغم تناولها الأدوية المضادة للوضع اللازمة في حالتها.
وأضاف أنه تقرر عقب ذلك إجراء عملية قيصرية حماية للأجنة من الرضح، والتي مرت في ظروف جيدة بعد إخبار طبيب الأطفال المداوم الذي كان في استقبال الأجنة والذي ينتمي لمصلحة طب المواليد التابعة لمستشفى الأطفال بالرباط، مضيفا أنه تبين، عند استخراج الأجنة، أن الجنين الأول الذكر كان ميتا ووزنه 980 غراما، فيما كان الجنينان الثانيان (أنثيان كان وزنهما 750 و950 غراما) في حالة اختناق ومعاناة عصبية.
وأشار المصدر إلى أنه تم إنعاش التوأم تحت إشراف طبيب، والذي استمر في تقديم الإسعافات لهما في قاعة إنعاش المواليد الجدد، مضيفا أن الجنين الأنثى التي تزن 950 غراما توفيت رغم كل المحاولات، فيما استمرت المواظبة على التكفل بالجنين الذي يزن 750 غراما إلى حين توفير سرير له بمصلحة أخرى نظرا لأن مصلحة طب المواليد الجدد كانت ملئى عن آخرها.
واعتبرت مديرية المركز أن ما تناولته بعض المنابر الإعلامية حول وفيات المواليد والخدج يغفل هذه الحقائق مفسرا الأرقام بشكل مغرض بعد نزعها من سياقها، لافتة إلى أن الارتفاع في نسبة الوفيات بنسبة 33 بالمائة خص حصرا قاعة الولادة بين 2016 و2017، ومشيرة في هذا السياق إلى أن عدد الوفيات بهذه القاعة انخفض بنسبة 25 بالمائة ما بين 2017 و2020.
وسجلت، وفق المصدر ذاته، أن نسبة مهمة من الأمهات الحوامل في حالة مخاض، اللواتي يقصدن المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا من أجل وضع مواليدهن، لم يتم توجيههن طبيا عن طريق مؤسسة استشفائية بل قصدن المركز من تلقاء أنفسهن، مبرزة أن سيدة واحدة من بين كل 10 أمهات حوامل تكون مصابة على الأقل بأحد الأمراض التي تستلزم تتبعا طبيا.
كما أن العمليات القيصرية المنجزة من طرف المركز، يضيف المصدر، تمثل نسبة 25 بالمائة من مجموع الولادات، مؤكدة أن كون 85 بالمائة من العمليات القيصرية مستعجلة يعد دليلا على أن المركز يتكفل ويستقبل جل حالات الولادة الصعبة والمعقدة طبيا.