كشف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، على أن “الحجر الصحي الشامل لا يمكن أن يدوم، لأنه لابد أن تستمر الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، بحيث لا يمكن أن يعيش الناس بدون أنشطة اجتماعية و اقتصادية، مضيفا أنه “مادام الأمر كذلك، فإن الإجراءات الاحترازية والوقائية الضرورية، هي السبيل الأوحد لمواجهة هذا الوباء”.
وأشار العثماني، الى أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، ركز على هذا الموضوع لأنه يشكل الهاجس الوطني الأول”، مضيفا ” أنه في الوقت الذي سجل فيه الخطاب الملكي الاعتزاز بما قامت به المملكة لمدة شهور من خطوات استباقية وإجراءات شجاعة لمحاربة هذه الجائحة، دعا إلى محاربة الأفكار غير السليمة والمواقف غير العلمية وغير الموضوعية وغير المجدية، بشأن تفشي فيروس كورونا، و شدد العثماني على أن “هاجس الحكومة اليوم هو إخراج خطة لإنعاش الاقتصاد الوطني”، لافتا إلى عقد الحكومة مؤخرا لندوة داخلية دامت ليومين، ناقشت فيها خطة الإنعاش الاقتصادي التي تعد خطة طموحة.
وكشف رئيس الحكومة، أن كثيرا من المقترحات التي تضمنتها مذكرات الأحزاب والهيئات الوطنية، بشأن إنعاش الاقتصاد الوطني، وتجاوز تداعيات جائحة “كورونا”، تم إرسالها إلى القطاعات الحكومية المعنية، مشيرا إلى توصل رئاسة الحكومة بـ150 مذكرة من طرف جمعيات مهنية معينة، تنبه من خلالها لجملة من الإشكالات التي تعيشها بعض القطاعات المهنية، حيث حاولت رئاسة الحكومة إيصال هذه المعلومات إلى القطاعات المعنية.
وأكد رئيس الحكومة، أن خطة الإنعاش الاقتصاد الوطني، مبنيّة على الدراسات التي تقوم بها القطاعات الحكومية المعنية أو المؤسسات العمومية المتخصصة، أو عدد من الخبراء، إلى جانب استنادها إلى مقترحات الهيئات المذكورة، وكذا مختلف المطالب والترافعات والشكايات التي تتوصل بها مصالح رئاسة الحكومة من مختلف الجهات.
و اعترف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة ، على أن “هناك تطورات مقلقة للوضعية الوبائية بالمغرب، خاصة بعد تخفيف الحجر الصحي، مسجلا أن ” الكلفة البشرية للجائحة تزداد بشكل مقلق، بحيث أنه يتم يوميا تسجيل ما بين 1000 إلى 1400 حالة إصابة و ما بين 30 إلى 40 وفاة “، مشيرا ” إلى أن عدد الحالات الحرجة التي ترقد في أقسام الإنعاش، يصل إلى أكثر من 190 حالة”.
واعتبر العثماني، أنه في لقاء حزبي ” إذا تمكنا من عدم تسجيل أية وفاة فسيكون ذلك هو الربح المنتظر”، موضحا ” مادام ليس هناك علاج مباشر أو تلقيح ضد هذا الفيروس، ” وهو ما يعني أن السلوك البشري هو الذي يمكنه يحاصر الوباء ويقلل من تأثيراته وتداعياته المجتمعية ومخاطره الصحية”.
وسجل العثماني أن بعض الأخطاء البسيطة تنقل العدوى، موضحا أن هناك من يقيم عرسا في الخفاء، وزاد “رغم اعتقاده أنه يقوم بسلوك جيد لكنه في العمق مضر له ولعائلته..لكن عموم المغاربة ملتزمون بالإجراءات”.
وطالب العثماني بالتوقف عن الاستهانة بالإجراءات الاحترازية التي وصفها الملك بأنها سلوك غير وطني، معتبرا أن النداء الملكي للانخراط في مواجهة الجائحة يتطلب الانخراط في التوعية والتحسيس.