يبدي يهود في باريس ولندن وغيرها من العواصم الغربية مخاوفهم من التعرض لاعتداءات في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت تسجل السلطات المحلية تزايدا في الحوادث المرتبطة بـ”معاداة السامية”.
قرب ساحة الاحتفالات في الدائرة التاسعة عشرة بباريس حيث تقيم جالية يهودية كبيرة، لاحظ جاك إسحق أزروال (67 عاما) الذي يملك محل جزارة “تراجع عدد الزبائن” منذ بدء الحرب.
وأكد أن “الناس محبطون ويخشون الخروج للتسوق”.
وعلى رغم أنه يضع القلنسوة في محل ه، لكن بات الآن يخرج “واضعا قبعة”، في ظل التوترات في كل أنحاء العالم المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس.
وتحدثت زبونة فضلت عدم كشف اسمها عن “الخوف من الخروج”. وقالت السيدة التي تعمل في عيادة لطب العيون “نخاف من أن يقدموا أنفسهم كمرضى، ويطلقوا النار علينا ويقتلوننا”.
وما زالت الجالية اليهودية تعاني صدمة بسبب هجمات عام 2015 في العاصمة الفرنسية باريس (أربعة قتلى في متجر استهلاكي) وعام 2012 في تولوز (أربعة قتلى أمام مدرسة يهودية).
بدوره، أك د لوران تشيتشا “نحن نتعرض لضغوط، ونطلب من الأطفال أن يكونوا حذرين وأن يعودوا إلى المنزل مبكرا”.
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وترد إسرائيل بقصف مكثف منذ ذلك الحين. أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة الى 8306، بينهم 3457 طفلا.
ومنذ هجوم حماس، سجل 819 حادثا معاديا للسامية في فرنسا أوقف على إثرها 414 شخصا، وفق ما أفاد وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
ويوازي هذا العدد “عاما أو اثنين من الأعمال المعادية للسامية”، بحسب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) يوناثان عارفي الذي تحد ث عن “تسارع شديد لهذه الظاهرة”.
ومن الحوادث المسجلة “هجمات على أشخاص وإهانات وتهديدات”، وفق صموئيل لوجوايو، رئيس اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا الذي قال إن هناك “مناخا سائدا من معاداة للسامية”.
وبحسب استطلاع للرأي، يخشى 82 في المئة من الفرنسيين أن تكون للصراع الإسرائيلي الفلسطيني انعكاسات في بلادهم.
وفي لندن، أكد ريمند سيمونسن، مدير المركز الثقافي “جيه دبليو3” اليهودي “الناس خائفون، والأعمال (المعادية للسامية) تصل إلى مستويات قياسية”.
وأضاف “ضاعفنا الفرق الأمنية. ازداد عدد زيارات الشرطة أربع مرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. عزز كل كنيس وكل مبنى يهودي تدابيره الأمنية”.
ورغم تعزيز الإجراءات الأمنية، سجل أكثر من 400 عمل معاد للسامية هذا الشهر في لندن، مقارنة بـ28 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الشرطة. كما ازدادت الأعمال المعادية للإسلام من 65 إلى 174 خلال الفترة نفسها، في دليل على التوترات الراهنة.
وروى سيمونسن أن اليهود البريطانيين ما زالوا “مصابين بالصدمة ومنهكين. يمضون وقتا كبيرا كل يوم في الاتصال بأصدقائهم وأفراد عائلاتهم في إسرائيل ومتابعة آخر الأخبار”.