تقاوم المنظومة الصحية بالمغرب، لرصد وتتبع حالات المخالطين للمرضى المصابين بفيروس كورونا، ومتابعة الوضع الصحي ل10 آلاف مخالط من المحتمل حملهم للفيروس، بعدما سجلت المعطيات ارتباطهم وتواصلهم مع الأشخاص المصابين بكورونا، حيث كشف محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة ، أن الوباء أصبح اليوم ينتقل عبر مجموعات وبؤر صغيرة خاصة في الوسط العائلي، موردا أنه من بين 9944 مخالطا تم اكتشاف 689 حالة مؤكدة من أصل الـ1661 المسجلة بالمملكة؛ بينما لا يزال تحت المراقبة الصحية 4491 مخالطاً.
وتجندت وحدات فندقية واقامات ، لاستقبال أعداد المخالطين وتسهيل عمليات تتبع وضعهم الصحي عن قرب بمرحلة العزل الطبي، حيث وهب أصحاب فنادق ومصحات خاصة بجهة الدار البيضاء وتمارة والهرهورة وآخرين بتارودانت وتزتيت والجديدة ، وحدات فندقية لاستقبال المخالطين في ظروف جيدة.
وسجلت الحالات المستبعدة، بعد تحاليل مختبرية سلبية، 6943 منذ بداية انتشار الفيروس بالبلاد، حيث كشف محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، عن معطيات حول الوفيات لدى الأشخاص المسنين أو المصابين الذين تم التكفل بهم وهم في حالة حرجة أو متقدمة بمرض “كوفيد 19″، موضحا أن إصابة المسنين بفيروس كورونا أو الأشخاص الذين تم التكفل بهم في حالة حرجة لا يعني ذلك أن مصيرهم سيكون الهلاك، مؤكدا تعافي أكبر سيدة مغربية مصابة من الفيروس يبلغ عمرها 96 سنة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأفاد مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض أن هناك حالات تماثلت للشفاء بعد دخولها في الإنعاش لمدة 15 يوماً تحت التنفس الاصطناعي، ثم غادرت المستشفى وهي خالية تماماً من “كوفيد 19”.
وشدد منصف السلاوي، الخبير الدولي في علم المناعة والفيروسات، على أن أولى مراحل محاربة انتشار فيروس كورونا هي ضرورة التزام المواطنين بالحجر الصحي بشكل صارم، ونبه إلى أن يتم رفع الحجر فيما بعد بشكل تدريجي، مشيرا إلى أنه من “أهم أسباب الانتشار السريع للفيروس كانت هي تنقلات الناس، إلى جانب أن خصائص كوفيد 19 تسمح له بالانتقال من شخص لآخر بنسبة كبيرة مقارنة بباقي الفيروسات من نفس فصيلته”.
و أكد السلاوي خلال مشاركته في برنامج حديث مع الصحافة على القناة الثانية، أن الخبراء اليوم يسارعون الزمن من أجل إيجاد علاج فعال للفيروس “إلى حدود اليوم هناك أكثر من 30 لقاح في مرحلة الاختبار الحيواني، إلى جانب لقاحين في مرحلة التجارب السريرية” مشيرا إلى أنه مع نهاية هذه السنة سنكون متأكدين من نجاعة هذه اللقاحات
وشدد السلاوي على أن العالم مر من مجموعة من الأزمات الوبائية كإيبولا، فيروس زيكا، وغيرها “وهو ما جعل الخبراء يتحدثون على ضرورة أن نكون دائما جاهزين لحدوث وباء ما، يبقى فقط أن نعرف متى وكيف سيأتي”، مشيرا إلى أن العالم بعد هذه الجائحة ليس هو العالم قبلها، حيث ستكون هناك تغيرات على مجموعة من الأصعدة كارتفاع الإقبال على التجارة الاكترونية، تعزيز الروابط العائلية باعتبار أن العمل داخل المنزل سمح بخلق نوع من التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، إلى جانب أن الدول ستتجه أكثر على تشجيع البحث العلمي والاستثمار في مجال الطب