في ليلة نابضة بالاعتراف والوفاء، عاش عشاق رياضة الدراجات لحظة استثنائية، مساء الثلاثاء بالدار البيضاء، حيث نظم الاتحاد الرياضي البيضاوي للدراجات (USC) لقاء احتفاليا بمناسبة مرور ثمانية عقود على انطلاق مسيرة هذه الرياضة بالمغرب.
اللقاء، الذي التأم تحت شعار “إرث الأبطال، ورؤية للمستقبل”، لم يكن مجرد احتفال بعدد السنوات، بل كان وقفة تأمل في تاريخ طويل حافل بالإنجازات، وفرصة لتجديد العهد مع رياضة لطالما ارتبطت بالقوة والانضباط والمثابرة.
وسط أجواء مؤثرة، حجّ عدد من رموز رياضة سباق الدراجات بالمغرب إلى مقر النادي، يتقدمهم أبطال تركوا بصمتهم في ساحات السباق، إلى جانب شخصيات رياضية وإدارية أعطت الكثير لهذه الرياضة.
الحدث لم يقتصر على كلمات المديح والتكريم، بل تضمن لحظات وجدانية امتزج فيها الاعتراف بالعطاء مع استحضار الماضي الزاخر بالإنجازات، في مشهد جسد روح الامتنان لجيل صنع مجد الدراجة المغربية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد رئيس الاتحاد، مروان أيت أوفقير، أن هذا اللقاء هو رسالة وفاء لمن عبدوا الطريق، وفرصة لتجديد الالتزام نحو الأجيال الصاعدة. كما كشف عن ملامح رؤية استراتيجية جديدة تهدف إلى تحويل النادي إلى مؤسسة رياضية مواطِنة، حديثة في أسلوب اشتغالها، محافظة على رسالتها التكوينية التي لطالما كانت من صميم هوية “الطاس”.
أيت أوفقير شدد على أهمية الربط بين الماضي والحاضر، مبرزاً أن استحضار التاريخ لا يعني البكاء على الأطلال، بل الاستفادة من التجارب، وتعزيز التواصل بين الأجيال بهدف إغناء المسار وتثمين الإرث الرياضي الوطني.
وكان من بين اللحظات الأبرز خلال هذا الحفل، تكريم عدد من الأبطال السابقين، من بينهم بوشعيب بلبورش، الذي حمل قميص الفريق لقرابة 17 سنة. بلبورش لم يُخفِ تأثره بهذه الالتفاتة، معتبراً أن الاعتراف يأتي دائماً في وقته، وأن اللقاء كان مناسبة لإعادة ربط الصلة مع رفاق الدرب وأصدقاء الأمس، ممن تقاسموا معه لحظات الفرح والتحدي.
وتضمن الحفل عرض شريط وثائقي استعرض أبرز المحطات التي ميزت مسيرة الاتحاد الرياضي البيضاوي للدراجات، من التأسيس إلى التتويج، مروراً بالمشاركات الدولية، واللحظات التي كتبت اسم المغرب بأحرف من ذهب على خارطة الدراجات الهوائية.
أسدل الستار على الأمسية في أجواء دافئة، حملت الكثير من الامتنان والتقدير، ورسائل أمل في أن تستمر هذه الرياضة في طريقها التصاعدي، معززة بتجربة عريقة ورؤية متجددة.
ثمانون عاماً من النبض على دروب المغرب، لا تزال عجلة “الطاس” للدراجات تدور، بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.