عاد فريق “إيديال” للملاكمة إلى درب غلف بدار الشباب بالحي العتيق متعدد الروافد، معقله الأم الذي تألق فيه بحصد الألقاب وإنتاج المواهب والأبطال على مدار قرابة ستة عقود من الوجود بهذا المعقل، أكثر من شهرته بوجوده في حي بورغون الذي تأسس فيه النادي ككل، في 1929،على يد مجموعة من الفرنسيبن والأمريكيين والمغاربة، وظل هو النادي المحبب للبطل العالمي “مارسيل سيردان”، حيث نشأ فيه وترعرع وتألق في فرعه لكرة القدم، بموازاة مع تألقه في فرعه للملاكمة الذي تخرج منه بطلا مُهاب الجانب، يحصد الألقاب في الهواية والاحتراف، إلى أن أحرز بطولة العالم، ومنه أيضا ربط أول وشائج الحب مع المغنية “إيديث بياف” ، في علاقة متميزة، توثق لها العديد من المؤلفات والأشرطة الغنائية والسينمائية..
زمرة من أخيار أبناء هذا الفريق بدرب غلف والأحياء المجاورة، أصروا أن يعودوا به إلى موطنه الأصلي، بعدما اغترب قرابة أربع سنوات بتيط مليل. كما أصروا أن يبعثوا هذا الفريق في حلة جديدة، وبطموح جياش إلى التكوين والتألق في البطولة والكأس وإنتاج المواهب والأبطال وتطعيم المنتخبات الوطنية، كما كان هذا الفريق في عهد المدرب الراحل احمد اليازري المعروف ب،” بَّا رزقي”.
قبل ست سنوات من الآن، وفي مرحلة من وهن “بّا رزقي”، كان لجمعية قدماء نجوم الملاكمة المغربية برئيسها محمد المحجوبي الذي يجري حب “إيديال” في دمه مجرى الدم، دور كبير في تسليم هذا الفريق من المرحوم “باّ رزقي” إلى أبنائه البررة، وهو ما تم، حيث أصبح الحاج احمد بلبيان، ابن الفريق وابن درب غلف رئيسا له، غير أن عراقيل من العصبة الجهوية ومن الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، وبالضبط من مديرها العام، آنذاك، حالت دون استقرار فريق “إيديال” بدرب غلف فحط الرحال بتيط مليل مكرها و مؤقتا، دون أن ينشط في البطولة الوطنية.
اليوم، فريق إيديال، بتحد كبير من أبنائه كالبطل احمد بلبيان ( رئيس) وحسن جالني الملقب بـ”الشعورات” (أمين المال) والمكي السبيطي (نائب أمين المال)، ومصطفى مفدي(كاتب عام) وآخرين، وبمساعدة كبيرة من إدارة دار الشباب في شخص مديرتها خديجة النحال، وبمساعدة محمد المحجوبي الذي تألق في هذا الفريق، كدوا جاهدين بوقتهم وعلاقاتهم ومواردهم المادية الخاصة على إرجاع هذا الفريق إلى معقله بدار الشباب درب طامحين إلى عودته إلى سابق عهده بالتألق الرياضي في إنتاج الأبطال وإذكاء الحماس على منافسات البطولة الوطنية و لماس و غيرها من المنافسات .
معلوم أن فريق “إيديال” للملاكمة الذي اشتهر بمدربه منير( في مرة القدم والملاكمةّ)حط رحاله بدار الشباب درب غلف في أواخر ستينيات القرن الأخيرعلى يد ” بّا رزقي”، قبل أن يتوقف فرع كرة القدم وباقي الفروع بعدما طلبت السلطات من مسيريه “تعشيب” ملعب كرة القدم في إطار “المغربة” فاستعصى ذلك ليتحول الملعب إلى مركز رياضي هو مركز بورغون الحالي.
وبالإضافة إلى إنتاجه للبطل مارسيل سيردان ببورغون، أنتج هذا الفريق العديد من الابطال في درب غلف، منهم مصطفى بركي وأحمد بلبيان وأحمد ماتلا الذي مارس الاحتراف، ومحمد المحجوبي وناصح الدين( التكنيك) وحسن جالني وماربي عبد القادر والمكي السبيطي وزبيد حسن وصالح بودقة وعبد اللطيف الريمي و برودان عبد اللطيف وصالح بوالفجة وعارف عبد الرحيم وعادل حميد وعبد الله طوان والمرحوم عبد الكبير غنام واللائحة طويلة من أبطال آخرين..