لعل الوصول إلى القمة أمر صعب، لكن البقاء في القمة أصعب، وهذا قد ينطبق على المنتخب الوطني المغربي، الذين تحدى نواميس الطبيعة وتسلق سلم النجاح في مونديال قطر 2022، عندما وصل للمربع الذهبي.
وسيضع المنتخب المغربي، نفسه أمام اختبارٍ صعب عندما يُعاود الظهور على مسرح التباري من خلال ودية البرازيل، غداً السبت، بملعب طنجة الكبير.
ويجد أسود الأطلس أنفسهم محاصرين بتحدٍ كبير، هو استدامة النجاح والتميز والبقاء لأطول فترة ممكنة في القمم الشامخة، فكل من يصل إلى القمم يشقى ويتعب ويتذوق مرارة وحلاوة صعود الجبال لا خائفاً ولا متهيباً، لكن الأصعب من ذاك هو البقاء في القمة.
- اقرأ أيضاً.. تضاؤل فرص لحاق نجم الأسود بمواجهة البرازيل
ويُدرك وليد الركراكي أن ما هو آتٍ أصعب بكثير مما مضى، والمنتخب المغربي الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم، حرِيٌّ به أن يضع نصب عينيه اللقب الأفريقي، فلا هدف يسمو اليوم على هدف مطاردة كأس أمم أفريقيا 2024.
فلم يعد مقبولاً على الإطلاق أن يحضر اسم المغرب متذيلاً سجل المتوجين بالكأس الأفريقية، بلقب وحيد أحرزه في زمن الأسود والأبيض.
كيف يُعيد الركراكي كأس إفريقيا لعرين الأسود؟
ويُدرك وليد الركراكي أن سر النجاح هو الثبات على الهدف، والمونديال لم يكن إلا جزءاً من ذاك الهدف، ولذلك ستكون ودية البرازيل غداً السبت بمثابة “بروفة” لمعرفة ما إذا كان المغرب يملك فعلاً فريقاً عالمياً قادراً على مناطحة ومقارعة أعتى المنتخبات.
“سوف نتذكر مباريات كثيرة، وسنعود أقوى. لقد وحّدنا بلدنا لمدة شهر، وكان الجميع سعداء. لدينا مزيد من العمل لنقوم به. مباراة نصف النهائي وكذلك مباراة المركز الثالث أظهرتا حاجتنا للعمل بشكل أكبر لكي نكون في أفضل مستوياتنا دائماً”، هذا ما قاله الركراكي بعد الهزيمة ضد فرنسا.
ولكن – والكلام لي هذه المرة – ما يعقب الإنجازات الكروية ويتلوها، زمن صعب وينطوي على الكثير من المخاطر، فإما أن تحضر كل وسائل الاستثمار في هذه الإنجازات لتكون مولداً للطاقة ومساعداً على استدامة النجاح، وإما أن ينقلب نهار الفرح إلى ليل البكاء على الأطلال، فيتهاوى صرح الأحلام.
- اقرأ أيضاً.. 4 مكاسب تلمع في أعين أسود الأطلس ضد البرازيل
الصعوبة تكمن في أن تصبح مركزاً ونقطة جاذبية ورأساً مطلوبة من الجميع، ففي الوقت الحالي سقف الطموحات بات عالياً، ولن يقبل المغاربة بمجرد انتصارات، بل سيكون هاجسهم في المستقبل، هو تحقيق الألقاب، وهذه جبال شامخة يحتاج الصعود مجدداً إلى قممها لكثير من الطاقة والصبر ونكران الذات.
الفوز على البرازيل غداً أمر مطلوب بطبيعة الحال، ولن يرفض أي مغربي ذلك، لكن الرهان الأكبر، هو الظفر بكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار العام القادم، وهذا أمر يحتاج للكثير من العمل، ودور الركراكي هنا يكمن في إعادة الأسود إلى عطشهم وجوعهم حتى يعود زئيرهم ليملأ أرجاء القارة.