لقيت زراعة التين الشوكي المقاوم للحشرة القرمزية، التي تم تطويرها من قبل وزارة الفلاحة ضمن جهودها لمكافحة هذه الآفة، تحديات جديدة، حيث لم يعد الفلاحة المغاربة يزرعون هذه النوع من البذور.
ويفسر رفض المزارعين المغاربة هذا العزوف، خوفًا من عدم إقبال المستهلكين عليها، معتبرين أن الأصناف الجديدة موجهة للقطاع الصناعي، وليس للاستهلاك.
ويعتبر الفلاحة أن هذا النوع الجديد من التين الشوكي المقدمة من طرف الوزارة تحتوي على كميات كبيرة من البذور “العظام”.
ولأول مرة في تاريخ المغرب، سجلت أسعار فاكهة التين الشوكي أو ما يعرف بــ “الهندية” مستويات قياسية وغير مسبوقة، حيث تراوحت ثمن الحبة الواحدة بين 6 و8 دراهم.
وخلفت هذه الزيادة الصاروخية في ثمن “فاكهة الفقراء” استياء العديد من المغاربة الذي يعشقون “الهندية”، خاصة أنها كانت إلى وقت قريب جدا لا يتجاوز ثمنها درهما واحدا.
محمد بائع “الهندية”، قال لصحيفة “أشطاري”، إن سبب هذا الغلاء راجع بالأساس إلى الأضرار التي خلفتها الحشرة القرمزية التي دمرت المحاصيل في السنوات الماضية.
وأضاف المتحدث، أنه إلى جانب “ الحشرة القرمزية“ استعملت هذه الفاكهة بكثرة في الزيوت والمنتوجات التجميلية، واستعملت أيضا في إنتاج المربى.
وعلاقة بالموضوع، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، في تصريح لــ “أشطاري”، إن إدخال هذا النوع من الحشرة إلى المغرب كان فعلا معمدا، هدفه قتل وتخريب الثورة الجينية المغربية فيما يتعلق بــ “الهندية”.
وأضاف المتحدث، أن الحشرة القرمزية ظهرت لأول مرة في منطقة “سيدي بنور”، ولم يتم محاربتها في الوقت المناسب، ما تسبب في انتشارها في مختلف مناطق المغرب، بداية من الشمال إلى الجنوب.
وشدد الخراطي، أنه بعدما كان المغرب من بين الدول الرائدة في انتاج هذا النوع من الفاكهة، أصبحنا اليوم نسترد أنواع جديدة من البذور التي تم توزيعها على العديد من التعاونيات بــ “محسوبية” كما سجلت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، يضيف المتحدث.
ولفت المسؤول إلى أن المغرب كان يزخر بأنواع متعددة من هذه الفاكهة، حيث كان نوع ينموا في منطقة الشمال، ونوع أخر في وسط المملكة، إلى جانب نوع يتواجد في مناطق جنوب المملكة المغربية، وكل نوع يتم انتاجه في فترة زمنية مغايرة.
وأكد رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن الحكومة لم تتدخل في الوقت المناسب لوضع تدابير من شأنها محاربة هذه الحشرة التي غزت البلاد، قبل أن تستسلم للأمر وتلجأ إلى الاستيراد.
واعتبر بوعزة أن هذا القتل الممنهج لهذه الفاكهة، تسبب في قطع الرزق على العديد من الأسر الفقيرة الذين كانوا يتاجرون في “الهندية”، إلى جانب أن الحشرة القرمزية ساهمت في تدهور التربة، واختفاء العديد من الأعشاب الطبية والحشرات، وكذا بعض الحيوانات.
وخلص المتحدث في حديثة للصحيفة، أن الحكومة ملامة لأنها لم تتدخل لحماية هذا المنتوج الحيوي، فيما دعا إلى ضرورة فتح تحقيق لمحاسبة من تسبب في إدخال الحشرة القرمزية إلى المغرب، واعتبر الخراطيأن من قام بذلك هو خائن للوطن ولو قام بهذا الفعل في دولة أخرى لحكم عليه بالإعدام.
ويذكر أنه سبق أن أعلنت وزارة الفلاحة عن توصل المعهد الوطني للبحث الزراعي إلى تحديد 8 أصناف مختارة من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية تم تطويرها من أصل 249 نوعا مختارا من المجموعة الوطنية للصبار، مؤكدا أن هذه الأصناف المقاومة ستمكن من مواكبة برنامج الوزارة لإعادة الغرس بالمناطق المتضررة من الحشرة القرمزية، إلا العديد من الخبراء شددوا على أن نتائج هذا المجهود البحثي سيحتاج إلى 5 سنوات أخرى أو أكثر قبل أن يبدأ في التأثير على أسعار هذه الفاكهة لتعود إلى مستوياتها المعهودة.