الحصيلة التي تحققها أية حكومة لابد أن تنعكس في الأرقام ولابد أيضا أن تنعكس على المجتمع وتظهر آثارها العملية، ومن آثار الحصيلة التي حققتها حكومة عزيز أخنوش هو الوحدة التاريخية للنقابات ضد هذه الحكومة، وأساسا ضد موضوع مهم جدا ألا وهو غلاء الأسعار، التي اشتعلت بشكل كبير، فكلام أخنوش بقنوات القطب العمومي وبالصحافة التابعة له بشكل مباشر وغير مباشر، لا يمكن أن تغطي على الواقع الذي يعيشه المواطن ويلمسه من زيادات في “الحانوت”.
أغراس التي رفعها أخنوش شعارا له، ربما يفهمها بالأمريكية أي في اتجاه الحائط إذا كان ذلك يحقق مصالحه، فالحصيلة التي يمكن الحديث عنها اليوم هي مضاعفة عزيز أخنوش لثروته للمرة الثانية على التوالي في ظل جائحة كورونا، التي تضرر منها الجميع، الكبير والصغير والمتوسط، ولم يبق مواطن لم يصله حر الضرر، باستثناء أخنوش فثروته محمية بفعل فاعل غير معروف، وبالتالي من يلمس الزيادة سيقول “العام زين” ومن لم يحصد شيئا سيقول “العام كحل”.
سوداوية العام ليست مبالغة ولكنها من الآثار العملية لحكومة أخنوش، ولم تخرج النقابات في وحدة لم نشهدها منذ زمن بعيد إلا بعد أن وصلت “السكين إلى العظم” ولم يعد أحد يطيق هذه الزيادات التي لم تدخر بضاعة بل وصلت إلى كل شيء وتضررت معها ميزانيات الأسر التي أنهكها “تجمع المصالح الكبرى”، التي تضامن مع الجائحة ضدها.
يقال إن كثرة الهم تضحك، ولهذا جاءت افتتاحيتنا بهذا الطابع، فكثير من الناس المدافعين عن الحكومة، لن يفهموا خطورتها إلا بعد أن يكون الفأس قد وقع في الرأس، لكن الآن هم منتشون بالقرب من صاحب الحكومة، الذي يشكل خطرا ماحقا على البلاد والعباد.
فدور الحكومات هو ضمان الاستقرار والبحث عنه بأي ثمن، ونسي أخنوش أن السلم الاجتماعي الذي عاشه المغرب لفترات عديدة كانت الدولة تؤدي فاتورته المالية، أما أن تحول الحكومة إلى أداة للجباية فقط، والجبايات ترفع الأسعار، فإنك تبحث عن “خزيت” بلغة المغاربة التي لا يوجد أبلغ منها، وتبحث عن الفوضى.
ما يقوم به أخنوش هو تحريض ضمني على الفوضى، ونستحضر هنا قولة أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه، الذي قال “عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه”، وهي العبارة التي استفتت حبها الراحل علي يعتة، رحمه الله، خطابه في البرلمان عقب أحداث 14 دجنبر الدامية، ولم يكن الراحل يبرر الأحداث وهو الرجل السياسي والمثقف، الذي كان يبحث عن الاستقرار لبلده ويضحي من أجله، ولكن كان يفسر ما حدث. وعندما نستحضر هذا القول فلسنا في وارد الدفاع عن أي شخص لا يحترم القانون ولكن نحذر من له المسؤولية عن البلد بالقول إن أخنوش سيخرج الناس لتقوم بالفوضى، وربما يتطلع ليكون تاجر أزمة كي يضاعف ثروته مرة أخرى.