ارتفعت اسعار المحروقات مجددا، مخلفة صدمة وسط المغاربة وذهول أمام الوثيرة المقلقة لتزايد أثمنة البنزين والغازوال و تأثيرها على جميع المواد الاستهلاكية، الأمر الذي يفاقم موجات الغلاء أمام “إنسحاب “حكومي من المسؤولية وترك المواطن يواجه مصير الارتفاعات المهولة في جميع المواد، وتقترب أسعار المحروقات في المغرب وصولها اغلى أرقام خطيرة وقياسية تصل الى 20 درهم بعدما نبهت دراسة الى وصولها الى 25 درهما للتمر، وسجلت أمس الأسعار وصولها الى 16 درهما والقرب من ثمن 17 درهما للتر للبنزين، حيث يتجه نمو الاقتصاد في المغرب هذا العام نحو التراجع مقارنة مع ما كان متوقعا، بتحقيق نمو بمعدل 3,2 بالمئة هذا العام، وباتت تقديرات النمو تراوح بين 1,5 و1,7 بالمئة بحسب الحكومة، و1,1 بالمئة وفق صندوق النقد الدولي.
وخرجت المعارضة تنبه من الوضعية الحالية، وتراجع الحكومة عن مسؤوليتها أمام المغاربة، حيث شدد عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عل أن مشاكل الحكومة توجد بين مكوناتها، مشيرا أن الحكومة تعاني من العجز والضعف في الكفاءة السياسية والتدبيرية، ومن الضعف في التواصل وفي الانسجام بين أحزابها وبين وزرائها، وشدد على أن المشكل الكبير للحكومة مع الشعب الذي ينتظر منها الوفاء بوعودها الانتخابية وبوعود البرنامج الحكومي، متسائلا عماذا يزعج الحكومة وأغلبيتها، في مواقف العدالة والتنمية، وهي مجموعة صغيرة في مجلس النواب.
وسجل على أن ما تقوم به الحكومة، وتتبعه بالصمت والغياب عن النقاش العمومي، يعمق الاحتقان في الشارع، ويترك وزارة الداخلية تواجهه، وتحاول التخفيف منه، وتضطر إلى محاورة النقابات والتنسيقيات، ومحاولة إيجاد صيغ ومخارج لتقليل التوتر.
من جهته اقترح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، تقليص الضريبة التي تستخلص من بيع المحروقات لخفض أسعارها، وقال بنعبد الله، أثناء حلوله ضيفا على ندوة مؤسسة الفقيه التطواني، مساء أمس الثلاثاء، إن “دولا أخرى تدخلت لخفض اسعار المحروقات”، مشيرا إلى أن “هناك ضريبة على المحروقات يمكن الحد منها قليلا، لأن بقدر ما ترتفع الأسعار ترتفع الضريبة”.
وتساءل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن سبب عدم تفعيل تقليص الضريبة على المحروقات؛ ولماذا لم يتم تحديد نسب ربح شركات المحروقات.. كما تساءل بنعبد الله عن سبب السكوت على موضوع لاسامير.
وطالب بنعبد الله، الحكومة بالتدخل من أجل ضمان التكرير والتخزين حتى نتحكم في رواج المحروقات وعدم شرائها بثمن باهض، و كشف الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، اعتراض حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الحكومة الحالية، على توزيع الدعم المباشر للأسر خلال الحكومتين السابقتين واللتين ترأسهما حزب العدالة والتنمية.
وأشار بنعبد الله، إلى أن “الأحرار” اعترضوا من داخل المجالس الحكومية على الدعم المباشر، بدعوى “صعوبة تحديد هوية المستفيدين”، وعن احتمال ترشحه لولاية جديدة على رأس الحزب، جدّد بنعبد الله، تأكيده على رغبته العميقة في عدم الترشح لولاية جديدة، قائلا إنه “سيدفع نحو إفساح المجال أمام كفاءات جديدة يسعها تسلم مقود الحزب للولاية المقبلة على هامش المؤتمر التاسع، شريطة أن تسير على نفس النهج والمبدأ والقوة التي يتّسم بها الحزب.
وشدد بنعبد الله، على أن رغبته وإرادته هذه تخُصه هو كشخص، تماما كما للحزب رأيه المستقل بهذا الخصوص، مؤكدا أن الحزب يضُم “كثيرا من الوجوه النسائية والرجالية التي يمكنها تحمل مسؤولية الأمانة العامة، بشكل كامل وفق طاقاتهم السياسية والقيم والمبادئ والكفاء ات الاكاديمية التي يضمها الحزب، خاصة وأن مسؤولية من هذا النوع لا تقتضي القدرات ولكن أيضا التوافق العريض”.
واعتبر أن تغير الأمين العام من عدمه ليست موضة، بل يجب أن تُحدث وفق معالجة وفي سياق المؤتمر المرتقب تنظيمه، ذلك أن المسؤولية تقتضي البديل كي لا يحدث إضعاف للحزب وهياكله.
و سجل بنعبد الله، ضعف المعارضة في الحكومة الحالية، قائلا إن “المعارضة تضم أربع مكونات لم تألف الاشتغال فيما بينها كأحزاب”، ونبه بنعبد الله إلى الصعوبات التي يواجهها اليسار في المعارضة، قائلا إن “المكوانات اليسارية الموجودة في المعارضة تواجه صعوبة فيما بينها وجب أن تعالج ، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية “سيكون بنّاء في ذلك”.