في ملحمة رياضية عنوانها القتال والشغف، نجح المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة في تحقيق تأهل مثير أمام المنتخب الإيراني، أحد عمالقة اللعبة والمصنف رابعًا على مستوى العالم.
رغم صعوبة المباراة التي كانت بمثابة عملية قيصرية في مشهدها، إلا أن أسود القاعة أثبتوا مرة أخرى أنهم أسياد الميدان، بتفانيهم وقتاليتهم وروحهم الوطنية العالية.
كانت المباراة بمثابة امتحان حقيقي للمنتخب المغربي الذي يحمل لواء القارة الإفريقية في بطولة كأس العالم بأوزبكستان، رغم غياب بطولات قوية على غرار عصبة الأبطال الإفريقية، التي تتيح تحضيرات أفضل مثل تلك التي تتمتع بها المنتخبات الآسيوية والأمريكية والأوروبية.
ومع ذلك، تحدى أبناء الدكيك كل الظروف، سواء على مستوى الإصابات أو القرارات التحكيمية، ليظهروا للعالم أن المغرب قادر على منافسة أعتى المدارس العالمية.
لم تكن المواجهة مجرد مباراة، بل لوحة كروية عالمية رسمتها أيادٍ مغربية بحرفية عالية وهوية مغربية خالصة. بفضل التخطيط الذكي والتكتيك المحكم من الناخب الوطني هشام الدكيك، نجح المنتخب في التغلب على الصعوبات، وأكد أن أسود القاعة لا يستسلمون مهما كانت التحديات.
في كل خطوة، كان السجود على أرض الملعب عربونًا للإيمان الصادق والعمل الجاد، ولعل تلك اللحظات من الخشوع والتفاني هي التي قادت المنتخب المغربي إلى هذه المستويات العالمية.
إنهم بالفعل رجال أشاوس، يصنعون مجدًا جديدًا لكرة القدم المغربية، ويبصمون على إنجازات ستظل خالدة في ذاكرة كل محب لهذه اللعبة.