نبهت فاعلون سياسيون، الى خطورة إفراغ أحزاب الأغلبية للشبيبات الحزبية من دورها الأساسي في التأطير و التعبئة و التثقيف السياسي و المشاركة السياسية الفاعلة، الى دور “تأثيث الفضاءات” والمساهمة في ديكور التجمعات الخطابية، وتحويلها الى آلة للتصفيق و الهتاف لزعيم الحزب، وذكرت الهيئات، مخاطر ذلم علىتفاقم العزوف السياسي لدى الشباب و غياب الثقة في المؤسسات، محذرين من التلاعب بفئات شبابية تطمح للحصول على فرصتها وسط المجتمع، وبيع الأوهام لها للصعود على ظهورهم الى مناصب سياسية.
وشدد فاعلون باليسار الاشتراكي الموحد، الى أن شبيبيات أحزاب الأغلبية سقطت في التصفيق و الهتاف ، وإتباع “الأوامر” الحزبية، دون التفاعل مع القرارات الحزبية وفرض مشاركتها السياسية وفكرها ، معتبرين أن اغلب المنخرطين بالشبيبات الأحزاب الأغلبية وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، يتلقون وعودا بالتشغيل و التوظيف الأمر الذي يساهم في خلق نوع من التحايل على فئات مهمة وسط المجتمع.
من جهتها تتجه الشبيبة الاتحادية لعقد مؤتمرها الوطني التاسع وسط نقاش داخلي متواصل بين أعضائها بخصوص عزوف الشباب عن المشهد السياسي والنقابي بالمغرب، حيث أقرت وثيقة داخلية، أعدتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بواقع العزوف الشبابي عن الحياة السياسية، داعية بذلك إلى الإنصاف والإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئة العمرية الحيوية.
وطالبت الشبيبة ذاتها أيضا بـ”خلق مناخ منفتح ومتنوع ومتعدد من أجل تطوير منابر للحوار المستمر، يجمع كل الأجيال، ويرسخ التوافق الوطني حول سياسة عمومية وطنية مندمجة، مهمتها الأساسية الحد من تأثير الفوارق الاجتماعية والمجالية على الشباب المغربي”.
و لفتت الوثيقة إلى “أهمية إعادة الاعتبار وتمكين مؤسسة ‘دار الشباب’ من الآليات القانونية والمؤسساتية والبشرية والتعاقدية من أجل تعزيز مشاركة الشباب في خلق الثروة، واختيار مشاريعهم في الحياة بكل حرية”.
ودعت إلى ضرورة “تطوير هندسة جديدة للمؤسسات الحكومية المعنية بتدبير وحكامة الشأن الشبابي، حتى نتمكن من إرساء سياسة وطنية عرضانية للإدماج الاجتماعي للشباب، تنبني على توحيد جهود القوى الحية”.
ومن أجل تأهيل أوضاع الشباب المغربي، أكدت الشبيبة الاتحادية أنه لا بد من “خلق تعبئة وطنية حول برامج خاصة بالشباب، لاسيما أولئك الذين يعيشون في وضعية هشاشة، حتى تتمكن الدولة من إدماجهم بشكل منصف في المجتمع”.
و أوصت شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بـ”تعاقد جديد مع الشباب المغاربة، حتى تتغير انطباعاتهم عن الحياة السياسية، ويتم احتضان اهتماماتهم وانتظاراتهم المختلفة”، بتعبير الوثيقة الداخلية، وتابعت الوثيقة بأن تلك التحديات تفرض “تجاوز المقاربات الكلاسيكية في التعاطي مع الشباب، باعتبارهم فئة عمرية محددة وكتلة موحدة ومتجانسة”، معتبرة أن “الشباب هم مجموعات مختلفة، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى اختلاف انتظارات وتطلعات واحتياجات كل مجموعة”، وأكدت الشبيبة الاتحادية، أن “الشباب هو المتضرر الأساسي من غياب سياسات تقليص الفوارق الاجتماعية داخل المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى يعد موردا بشريا مساهما في تحقيق العدالة الاجتماعية”.