أسفر استئناف التعاون الأمني و الاستخباراتي بين المغرب و اسبانيا، عن تجدد عمليات التنسيق الأمنية بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، والتي افضت إلى اعتقال متطرف صباح الثلاثاء بمدينة طنجة، كان يُخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في مناطق سياحية بالمملكة.
وكشفت مصادر إعلامية إسبانية، أن توقيف المشتبه به جاء عقب تعاون أمني بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وعناصر من المخابرات تابعة للشرطة الوطنية الإسبانية، وأوردت المصادر أن الأمر يتعلق بمغربي، كان يجمع مُعطيات دقيقة حول كيفية صناعة المتفجرات، بغرض القيام بتفجيرات إرهابية في مدن سياحية.
وكانت التوجيهات الملكية السامية، كسرت صخرة الجمود المؤقت في العلاقات بين المغرب و اسبانيا، حيث استبشر الجانب الإسباني بالخطاب الملكي ودعوة جلالته الى تعزيز الفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين، و تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، بالظهور و التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون، الأمر الذي كشفته الاستعدادات للزيارة الرسمية لبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، والدخول في مرحلة جديدة للعلاقات بين الرباط ومدريد تقوم على الوضوح و الشفافية والعمل المشترك الدائم.
وكشفت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية،عن بدء الاستعدادات لاستقبال سانشيز في العاصمة الرباط، في زيارة رسمية، ينتظر أن يرافقه فيها وزير داخليته فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزير خارجيته الجديد خوسيه مانويل ألباريس، معلقين الأمل على أن يحظوا باستقبال ملكي في قصر فاس.
ورجح الصحيفة، أن تكون هذه الزيارة المرتقبة لسانشيز، بوابة لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، مستبعدة في الوقت ذاته، أن تتم خلالها مناقشة الاجتماع الثنائي رفيع المستوى الذي يجمع مسؤولي البلدين، والذي جرى تأجيله لمرات عديدة منذ العام الماضي.
و نقلت وسائل إعلام إسبانية، أن حكومة بيدرو سانشيز، انتظرت هذه الإشارة الملكية لأسابيع، وكانت تأمل أن تجد في خطاب الملك في عيد العرش قبل أيام ضالتها، قبل أن تستبشر بالإشارات الملكية القوية في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب ، ورحبت كل من إسبانيا والاتحاد الأوربي بما جاء في خطاب الملك محمد السادس، ورغبته في تعزيز العلاقات مع دول الجوار، حيث وجها بدورهما دعوة إلى ترسيخ الروابط مع المملكة بعد ثلاثة أشهر من الأزمة التي اندلعت بين الرباط ومدريد، عقب استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي باستخدام هوية مزورة.
وكان بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، أكد ” أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، يشكل “فرصة سانحة” لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين إسبانيا والمغرب، وقال سانشيز، في لقاء صحفي في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، ” أعتقد أنه مع كل أزمة تتولد فرصة، وأعتقد أن خطاب جلالة الملك يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها”.
وحرص رئيس الحكومة الإسبانية على الترحيب بمضمون الخطاب الملكي وعبر عن امتنانه لجلالة الملك على رؤيته بخصوص شراكة ثنائية مبنية على الثقة والتفاهم المتبادلين، وقال سانشيث “في الواقع، فإنه على الثقة والاحترام والتعاون، الحاضر والمستقبلي، يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حاليا”، مشددا على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا، وأضاف رئيس الحكومة الإسبانية “لقد رأينا دائما في المغرب شريكا استراتيجيا لإسبانيا، ولكن أيضا لكل الاتحاد الأوروبي”، مسجلا أن “المغرب وإسبانيا حليفان وجيران وأصدقاء”، جاء ذلك بعدما أشار جلالة الملك في خطاب ثورة الملك و الشعب، الى أن ” العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها، مضيفا جلالته ” غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين.