في تحول دراماتيكي وغير متوقع في مسار “الإسلام السياسي” بالمنطقة العربية، طلب تنظيم الإخوان رسمياً من السلطات المصرية العفو مقابل انسحابهم من الساحة السياسية بشكل كامل.
فقد كشف الإعلامي ماجد عبد الله عبر قناة “الشرق” أن حلمي الجزار، نائب القائم بأعمال مرشد الجماعة، أرسل طلباً رسمياً يطلب فيه من السلطات أن تعفو عن أعضاء الجماعة مقابل تعهدهم بالابتعاد عن العمل السياسي لأمد يتراوح بين 10 إلى 15 عاماً.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تسعى الجماعة إلى فتح صفحة جديدة بعد سنوات من التوترات التي بدأت منذ الإطاحة بنظام الإخوان في صيف 2013.
ويأمل الجزار أن تسهم هذه المبادرة في إعادة بناء الثقة مع السلطات المصرية والعودة إلى الساحة السياسية بشكل إيجابي.
في تطور موازٍ، تلقت “العربية.نت” رسالة من داخل السجون المصرية من عناصر جماعة الإخوان المعتقلين، حيث طلبوا البراءة والانفصال عن التنظيم.
هذه الرسالة، التي أطلق عليها ملتقى “رشد”، تعبر عن ندم هؤلاء الشباب على انضمامهم لجماعة الإخوان، مشيرين إلى الأخطاء الكبيرة التي ارتكبوها.
الرسالة تضمنت اعترافات بشأن أحداث مؤلمة مثل فض اعتصام رابعة ومقتل النائب العام الأسبق هشام بركات، وأعمال التخريب التي نفذتها الجماعة.
هؤلاء المعتقلون يعبرون عن رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من المجتمع المصري بشكل إيجابي، بعيداً عن السياسة.
وفي عام 2019، أطلق شباب الإخوان مبادرة مماثلة، حيث طلبوا العفو من الدولة، معبرين عن استعدادهم للتخلي عن العنف والمشاركة في الحياة العامة بشكل سلمي.
كما اقترحوا دفع تعويضات مالية لدعم الاقتصاد المصري، في محاولة لإنهاء معاناة المعتقلين وتحقيق تصالح حقيقي.
تشير هذه التطورات إلى تحول كبير في موقف تنظيم الإخوان، وقد تفتح المجال أمام تسوية سياسية قد تؤدي إلى تغييرات هامة في الديناميات السياسية في المنطقة.