أقامت القوات المسلحة الملكية حزام أمني ، لمنع أي محاولة تسلل إلى المنطقة من طرف قطاع الطرق القادمين من الحمادة، وخلق التدخل القوات المسلحة الملكية في عملية نوعية وإحترافية، جوا من الهدوء بالمنطقة، حيث بدا الوضع هادئا للغاية في هذه المنطقة العازلة البالغ طولها 3,8 كيلومترات، والتي تفصل بين الحدود المغربية والموريتانية.
وكشف التدخل العسكري، ضلوع الجزائر في دعم المرتزقة، حيث ظهرت بالمنطقة آثار الوجود المخزي لقطاع الطرق بها، وخاصة تورط الجزائر في تموينهم عبوات العديد من المنتجات المصنوعة في الجزائر “علب التونة والحليب والتمر”، وقنينات المياه، وأواني وأغطية، والتي أضرمت هذه المليشيات النار فيها خلال العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية صباح الجمعة.
من جهته شدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، مساء الأحد، على ان “جبهة البوليساريو دأبت على خرق اتفاق وقف إطلاق النار” المبرم بين الجانبين، وأوضح العثماني أن هذا الخرق كان عبر ” تحركات عناصر البوليساريو بمناطق تيفاريتي وبئر لحلو والكركرات بالصحراء المغربية رغم المناشدات الدولية”، وأضاف أن “القوات المسلحة المغربية قامت بإنشاء جدار وحزام آمن لتأمين الطريق الرابط بين المعبرين الحدوديين للمغرب وموريتانيا”، ولفت إلى أن المملكة ” أنشأت جدارا رمليا عازلا لمنع تسلل الانفصاليين إلى التراب الوطني ولمنع اعتداءاتهم”.
و شدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، على أن تحرك المغرب في الكركرات يعتبر بمثابة ” تحول استراتيجي ” سيمنع الجبهة الانفصالية من قطع الطريق مستقبلا، وأبرز العثماني، في كلمة له خلال مهرجان خطابي وطني رقمي بخصوص عملية تأمين معبر الكركرات نظمته الأمانة العامة للحزب على منصات التواصل الاجتماعي الرسمية للهيئة السياسية، على أن هذا التدخل هو ” أمر إيجابي للساكنة ولحركة التجارة والاقتصاد وللعلاقات بين المغرب وعمقه الإفريقي “.
ولفت الأمين العام للحزب إلى أن القوات المسلحة الملكية قامت بإنشاء حزام أمني لتأمين الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا لمنع وصول مليشيات الانفصاليين إلى الطريق المدنية، مذكرا بأن ” البوليساريو ” دأبت منذ سنوات على خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة.
واعتبر أن تحركات الجبهة الانفصالية بالكركرات كانت نتاج خوفهم من الانهزامات المتتالية للأطروحة الانفصالية، مشددا على أن المغرب تحلى بدرجة عالية من الصبر ومن التحمل لكن ميليشيات البوليساريو تمادت في طغيانها وتجاوزت كل الحدود، إلا أنه بعد استنفاذ كل الوسائل كان من الضروري أن تتدخل المملكة.
وبعد أن استعرض الانتصارات الدبلوماسية للمغرب وزخم التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، عبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن تثمين الحزب للموقف القوي والحازم لجلالة الملك محمد السادس بشأن موضوع الكركرات، مؤكدا على تعبئة الحزب مع جميع القوى السياسية والمدنية للدفاع عن السيادة والوحدة الترابية للمملكة.
من جهته، لفت رئيس اللجنة المركزية للصحراء المغربية لحزب العدالة والتنمية، مصطفى الخلفي، إلى أن العملية التي قام بها المغرب في الكركرات ” لم تكن ظرفية، بل إزاء حل جذري دائم لعبث ولاستفزاز يائس من طرف الانفصاليين في المنطقة العازلة “، معتبرا بأنها عملية تدشن لمرحلة جديدة تنضاف إلى ما قامت به المملكة من عمل طيلة سنوات على الجبهات الدبلوماسية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأبرز أن موقف المغرب بشأن الكركرات ” ليس وليد أيام، بل موقف ممتد، كان نتاج سياسة صبورة حكيمة استنفذت كل الوسائل والمساعي الممكنة”، مشيرا إلى أن المملكة لجأت إلى التدخل بحزم بعد استنفاذ كل الوسائل المتاحة لإيقاف هذا العبث.
وشدد الخلفي ” أننا اليوم أمام مرحلة جديدة لأنه سينهي مسألة تصدير أزمات الانفصال داخل المخيمات إلى الكركرات “، مسجلا أنها مرحلة تؤكد على أن ” الحل السلمي يظل الحل الوحيد المتبقي أمام الانفصاليين “.