تواصل القوات المسلحة الملكية، تعزيز موقع الخدمة العسكرية كرافعة استراتيجية لتأهيل الشباب المغربي مهنيا ومعنويا، من خلال تكوين متكامل يجمع بين التكوين العسكري والبدني، والتأهيل المهني المتخصص، في سياق يروم توسيع فرص الإدماج داخل سوق الشغل، وترسيخ قيم الالتزام والانضباط والاعتماد على الذات.
فعلى غرار السنوات الماضية، سيستفيد المجندون من تكوين معنوي يرسخ القيم الوطنية وروح المواطنة، إلى جانب تكوين تقني ومهني في عدد من التخصصات التي تتيحها مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية، بما يفتح أمامهم آفاق الاندماج في المؤسسات العسكرية أو الأمنية، أو في القطاعين العام والخاص، بل وحتى في مشاريع شخصية خاصة.
وتبلغ مدة الخدمة العسكرية 12 شهرا، مقسمة على مرحلتين أساسيتين؛ أربعة أشهر أولى مخصصة للتكوين العسكري والبدني المشترك، تليها ثمانية أشهر يتم خلالها التكوين في تخصصات مهنية مختلفة بحسب المؤهلات والكفاءات، وهو ما يعكس توجه المؤسسة العسكرية نحو التكيّف مع متطلبات سوق الشغل الحديثة.
وتميّز هذه السنة بإعطاء أهمية أكبر لتوسيع مجالات التخصص، بما يضمن استجابة أفضل لتطلعات المجندين المؤهلين، وتمكينهم من تكوين نوعي، يجمع بين الصرامة العسكرية والكفاءة التقنية.
وفي موازاة التكوين النظري والتقني، يستفيد المجندون من تدريبات بدنية وعسكرية منتظمة، بهدف الحفاظ على الجاهزية واللياقة، وتعزيز المهارات الذاتية، على غرار الصبر والتحمل والثقة بالنفس، إلى جانب دروس في الثقافة العسكرية التي تستند إلى قيم الشجاعة والانضباط وتحمل المسؤولية.
ومن حيث الوضعية القانونية والامتيازات، يُمنح المجند رتبة عسكرية بحسب مستواه الدراسي، ويتلقى أجرة شهرية معفاة من الضرائب تتراوح بين 1050 درهما للجندي، و1500 درهم لضابط الصف، و2100 درهم للضابط، إضافة إلى مجانية العلاج في المستشفيات العسكرية، والتغطية الصحية والتأمين عن الوفاة أو العجز، فضلا عن الاستفادة من خدمات المساعدة الاجتماعية والطبية.
كما يتمتع المجند خلال فترة الخدمة بحق المشاركة في المباريات التي تفتحها المؤسسات العسكرية والأمنية أو الإدارات العمومية، وهو ما شكّل بالفعل نقطة انطلاق لمئات المجندين السابقين نحو مسارات مهنية متنوعة، سواء في المؤسسات الأمنية أو القطاع الخاص أو من خلال إنشاء مشاريع خاصة بفضل التكوين الذي تلقوه.
وتؤكد القوات المسلحة الملكية أن هذه التجربة الوطنية لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تُعدّ كذلك لبنة أساسية في تعزيز التماسك الاجتماعي، وتعميق قيم التعاضد الوطني بين مختلف فئات المجتمع المغربي.
ودعت السلطات الشباب الذين تم استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية أو الراغبين في التطوع، إلى ملء استمارة الإحصاء عبر الموقع الإلكتروني الرسمي (www.tajnid.ma).