تتجه مدينة الدار البيضاء نحو اعتماد لوائح جديدة تهدف إلى توحيد تصميم تراسات وواجهات المقاهي والمطاعم، في خطوة تهدف إلى تحسين الجمالية البصرية للمدينة ومعالجة الفوضى الناتجة عن احتلال الملك العام.
وتعمل السلطات المحلية على إعداد دفتر تحملات يحدد المعايير التي سيتم تطبيقها على جميع التراسات.
تأتي هذه المبادرة بعد حملة هدم شملت خلال الأسابيع الماضية بعض واجهات المقاهي والمطاعم التي شكلت خطرًا على سلامة الزبائن والمارة.
وتهدف السلطات المحلية الآن إلى توحيد التصميمات المستخدمة في الواجهات والتراسات، خاصة في الشوارع الكبرى للمدينة.
وفي هذا السياق، أوضح أحمد أفيلال، نائب رئيس مجلس مدينة الدار البيضاء، أن “هذه المبادرة تهدف إلى تحسين مظهر المدينة من خلال اعتماد تصاميم وألوان موحدة، على غرار كبرى المدن العالمية” كما أشار إلى أن “أغلب المقاهي والمطاعم تعتمد تصاميم غير متناسقة لا تتماشى مع الهوية الجمالية للمدينة”.
ويعمل مجلس المدينة حاليًا على إعداد دفتر تحملات مفصل يتضمن المعايير والإجراءات التي ستُطبق، مع الحرص على تنظيم اجتماعات مع أصحاب المقاهي والمطاعم لضمان تنفيذ سلس ومشترك.
من جهة أخرى، أعرب نور الدين الحراق، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، عن ترحيبه بهذه المبادرة، لكنه شدد على ضرورة التشاور مع المهنيين قبل اعتمادها رسميًا.
وأكد أن “المهنيين لا يعترضون على فكرة توحيد التراسات والواجهات، لكن من المهم عقد اجتماعات للاستماع إلى اقتراحاتهم وضمان نجاح هذا المشروع”.
وأضاف الحراق أن “عملية التوحيد تتطلب وقتًا طويلاً ونقاشًا معمقًا، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الأحياء المختلفة للمدينة”.
وفي سياق متصل، تعمل الجامعة الوطنية على مشروع قانون يهدف إلى تنظيم القطاع بشكل أفضل. ومن بين المقترحات المطروحة تحديد مساحة الملك العام المسموح باستغلالها بناءً على المسافة بين الأرصفة وواجهات المقاهي والمطاعم، بما يضمن احترام القوانين واستعمالًا عقلانيًا للمجال العام.
تسعى هذه الخطوات إلى تحقيق توازن بين تحسين المظهر الحضري وحماية مصالح المهنيين، مما يجعلها مبادرة تعكس روح الشراكة والتعاون بين مختلف الأطراف في المدينة.