جرى مساء أمس الخميس بالرباط، افتتاح معرض “آثارنور” للفنان المغربي الإيطالي عبد القادر مسكار، الذي تنظمه مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
ويتضمن معرض “آثارنور” الذي يحتضنه رواق ضفاف التابع للمؤسسة والمخصص للمبدعين المغاربة المقيمين بالخارج، 60 لوحة من أحدث إبداعات عبد القادر مسكار، التي أنجزها ما بين سنتي 2021 و2022.
وقال مسكار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،بالمناسبة، إن هذه اللوحات التي يعرضها تستحضر عنصر الكتاب باعبتاره سندا لإبداعه التشكيلي، وذلك بالنظر للحمولة الثقافية العميقة التي يتوفر عليها الكتاب، والمتعة الكبيرة التي يجدها المرئ عندما يطالعه، وكذا لأن هذا الأخير يشهد نوعا من الاندثار في زمن تطغى عليه الرقمنة.
وأضاف مسكار أنه يشتغل في أعماله على مجموعة من الرموز الحديثة والأشكال المرتبطة بالثقافة والهوية المغربية، والعمل على تسليط الضوء عليها في الساحة الفنية الإبداعية الأجنبية، وهو ما يولد بنظره نوعا من الانصهار بين ما هو عالمي وما هو محلي.
وعن توظيفه للون الأزرق في أغلب أعماله، قال مسكار إن ذلك يعزى “لأنني أعتبره لونا ساحرا ويحيل على الصفاء، يجر المرء إلى عالم آخر يسوده السمو والحكمة”.
ولم يفت الفنان المغرب الإعراب بالمناسبة عن شكره لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بالنظر للدور الكبير التي تضطلع به في الربط بين الفنانين المبدعين المغاربة في المهجر مع بلدهم الأم.
وفي قراءة في لوحات الفنان مسكار، تم توزيعها بالمناسبة، يقول الفنان والناقد التشكيلي، ابراهيم الح ي سن، بأن لوحات الفنان مسكار “تطالعنا بتجربة صباغية جديدة تجسد انفتاحه على فضاء الكتاب الذي جعل منه مكونا من مكونات العمل التشكيلي”.
وحسب الحيسن، فإن الفنان التشكيلي عبد القادر مسكار يتمتع “بحس إثنوغرافي وأثري، يحشد فيه مجموعة من الصور والمرائي المختزلة، التي يصعب فك طلاسمها”، مضيفا أن لوحاته تتميز “بنيتها التشكيلية ونسقها السيميائي المركب الذي تكونه مفردات مرئية تجريدية لا شكلية عديدة تتشابك تارة.. وتلتحم تارة أخرى لتتحرك في اتجاهات مختلفة داخل المساحة الإجمالية للوحة”.
واعتبر الناقد التشكيلي أن هذا المعرض التشكيلي الفردي الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 7 يناير المقبل، “يعد خطوة أخرى يتعزز بها المسار التشكيلي المتقد للفنان عبد القادر مسكار الذي يواصل جهوده الإبداعية بخطوات واثقة يروم من خلالها إنتاج لوحات صباغية بمواصفات حديثة ومعاصرة لا تخلو من بهاء وغواية مفتوحة على الفرحة والدهشة والاكتشاف أيضا”.
يشار إلى أن عبد القادر مسكار هو فنان وأستاذ الفنون التشكيلية، من مواليد الدار البيضاء سنة 1961، تخرج سنة 1982 من مدرسة الفنون التطبيقية بالدار البيضاء، واستقر في إيطاليا سنة 1990، ويعيش حاليا ما بين باريس الفرنسية وميلان الإيطالية.
وسبق لعبد القادر مسكار أن عرض أعماله في عدة دول منها، إيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر والمغرب. وفي سنة 2019، فاز بجائزة تيلور بمناسبة مشاركته في معرض الخريف بباريس، وهو أول فنان عربي يفوز بهذه الجائزة في تاريخ المعرض