يتجه المغرب إلى احتضان اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، في وقت يتزامن مع عمليات التعاون الأمني بين الرباط و واشنطن ضد الارهاب و التطرف ومحاولات التجنيد الإرهابي على الانترنيت، كنا يأتي الاجتماع الدولي على أرض المغرب، كاعتراف دولي بالجهود المغربية في محاربة الارهاب الدولي، و التصدي التنظيمات الإرهابية و امتداداتها في الدول، وإفشال المخططات الدموية و التخريبية بعمليات استباقية نوعية تكشف عن نجاعة الأمن المغربي وقوة الاستخبارات المغربية ومواكبتها للتطور التكنولوجي و العلمي لصد اي خطر يهدد المغرب و دول العالم الصديقة.
ويستعد المغرب لاستضافة مؤتمر التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي؛ وذلك لأول مرة في القارة الإفريقية، بحضور ممثلين لأزيد من 80 دولة برئاسة مشتركة بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الأمريكي.
ويسعى المؤتمر، الذي سينعقد الأسبوع المقبل بمدينة مراكش، إلى محاربة التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية على الخصوص التي تتزايد فيها المخاطر الأمنية، خاصة في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء
وتمكنت أجهزة الأمن المغربية والأمريكية من تفكيك خلايا عديدة أكبرها بوجدة، كما أبلغت السلطات المغربية عن هجوم يستهدف نيويورك السنة الماضية، كما سبق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)أن أشادا بالتعاون المتميز الذي يجمعهما مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وكانت اخر عملية أمنية لمحاربة الارهاب، الإطاحة بارهابي بركان، وشكلت ثمرة تعاون وتنسيق وثيقين بين مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والسلطات الأمريكية المختصة، حيث جرى تشخيص هويته وكشف معالم مشروعه الإرهابي انطلاقا من أبحاث وتحريات تقنية مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
و تولى الارهابي إدارة وتسيير مجموعة مغلقة على إحدى المنصات التواصلية، تتبنى أهدافا ومشاريع متطرفة، وتروم استقطاب وتجنيد المتشبعين بالفكر التكفيري بغرض تنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح وشخصيات مغربية وأجنبية فوق التراب الوطني.
و كان الإرهابي على اتصال سابق مع الأمير المزعوم للخلية الإرهابية التي فككتها المصالح الأمنية بمدينة وجدة في 25 مارس 2021، وأنه كان يراهن على تكوينه التقني العالي في مجال الهندسة للمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات، وتحقيق اختراقات إلكترونية وقرصنة معلوماتية لبعض الأهداف الحيوية، بغرض تحصيل موارد مالية للدعم والإسناد اللوجيستيكي في إطار ما يسمى ب”الاستحلال”.
وأشرت العملية الأمنية، على استمرار مخاطر التهديد الإرهابي التي تحدق ببلادنا، خصوصا في سياق حرص التنظيمات الإرهابية العالمية والأقطاب الجهوية المتفرعة عنها على الرفع من محاولاتها التي تستهدف أمن المملكة وسلامة مواطنيها، كما تجسد هذه العملية أيضا أهمية التعاون الثنائي المشترك والمتقدم مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.