في خطوة استراتيجية تعزز موقع المغرب كمركز لوجستي عالمي، وقّعت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بالمملكة، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 بالرباط، إعلان مبادئ للانضمام إلى مبادرة “تأمين الحاويات” الأمريكية، وهي شبكة دولية رائدة في مجال تأمين سلاسل الإمداد وتعزيز أمن الموانئ.
الاتفاق، الذي وُقع بين المدير العام للجمارك المغربية، عبد اللطيف العمراني، ونظيره الأمريكي دونالد كونروي، يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الجمركي بين الرباط وواشنطن، ويعكس رؤية استراتيجية لتعزيز الأمن التجاري، وتسهيل حركة البضائع، وخفض تكاليف الاستيراد والتصدير.
طنجة المتوسط.. بوابة آمنة نحو العالم
يشكل انضمام المغرب إلى هذه المبادرة تعزيزًا مباشرًا لمكانة ميناء طنجة المتوسط، الذي يُعد أحد أبرز الموانئ في البحر الأبيض المتوسط، حيث سيساهم في تسريع عمليات التخليص الجمركي، وتحسين جاذبيته أمام شركات الشحن العالمية، بفضل الضمانات الأمنية والجمركية المتقدمة التي توفرها المبادرة.
ويندرج هذا التطور في إطار الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب منصة لوجستية آمنة وذات إشعاع دولي، وهو ما تجسد خلال العقد الأخير من خلال التوسع المتواصل للبنيات التحتية المينائية، وتحول المغرب إلى عقدة أساسية في سلاسل التوريد العالمية.
شراكة أمنية قائمة على الابتكار وتحليل المخاطر
وأوضح الجانب الأمريكي أن هذا الاتفاق يُجسد نموذجًا أمنيًا حديثًا يقوم على تحليل المخاطر، واستهداف دقيق للشحنات عالية الخطورة قبل شحنها، ما يسهم في حماية الأسواق من التهديدات العابرة للحدود، مثل التهريب أو تسلل المواد المحظورة.
من جهته، اعتبر عبد اللطيف العمراني أن المشروع ثمرة مسار طويل من الحوار المشترك، بدأ منذ سنة 2012، ويؤكد حرص المغرب على الموازنة بين تشديد الرقابة الجمركية وتسهيل المبادلات التجارية، بما يخدم تنافسية الاقتصاد الوطني ويعزز الثقة الدولية في الموانئ المغربية.
أبعاد استراتيجية واقتصادية
يمنح الانضمام للمغرب امتيازات جمركية واقتصادية متعددة، من بينها:
-
تسريع التخليص الجمركي بفضل آليات تبادل المعلومات المسبق؛
-
خفض التكاليف اللوجستية وزمن عبور البضائع؛
-
رفع جاذبية الاستثمار في القطاع المينائي واللوجستي؛
-
تعزيز الأمن الغذائي والصناعي عبر حماية سلاسل الإمداد؛
-
تبادل الخبرات التقنية والاستخباراتية في مجال المخاطر.
المغرب ضمن شبكة دولية تضم موانئ عالمية
بهذا الانضمام، يصبح المغرب جزءًا من شبكة تضم موانئ استراتيجية مثل مرسيليا (فرنسا)، الجزيرة الخضراء (إسبانيا)، وجويا تاورو (إيطاليا)، ما يعزز التكامل الأمني والجمركي بين الضفتين، ويوفر للفاعلين الاقتصاديين المغاربة منصة مهنية ذات ثقة على الصعيد العالمي.
لوجستيك ذكي بتوقيع مغربي–أمريكي
الاتفاق الجديد يندرج ضمن الجهود الحثيثة للمغرب لتحصين تجارته الخارجية، وتوطيد شراكاته الدولية، وخاصة مع الولايات المتحدة، التي تجمعها بالمملكة علاقات تعاون اقتصادي وأمني متينة. وبانضمامه إلى مبادرة “تأمين الحاويات”، يؤكد المغرب رغبته في أن يكون فاعلًا رئيسيًا في تأمين التجارة العالمية، من بوابة طنجة المتوسط نحو العالم.