في ظل التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، اتخذت فرنسا إجراءات أمنية مشددة لحماية أراضيها من أي ارتدادات محتملة لهذا النزاع المتصاعد.
فقد أصدر وزير الداخلية برونو روتايو تعليمات صارمة إلى المسؤولين الأمنيين الإقليميين لتعزيز اليقظة واتخاذ تدابير احترازية حول عدد من المواقع الحساسة، أبرزها تلك المرتبطة بالجالية اليهودية والمصالح الأميركية.
وجاء في رسالة داخلية، اطلعت عليها وكالة فرانس برس، أن على الأجهزة الأمنية “توخي الحذر الشديد” في “جميع المواقع التي قد تستهدفها أعمال إرهابية أو خبيثة من جانب قوة أجنبية”، في إشارة واضحة إلى احتمال تعرض الأراضي الفرنسية لهجمات أو محاولات تخريبية على خلفية النزاع الدائر في الشرق الأوسط.
وأكد الوزير أن هذه الإجراءات تشمل أماكن العبادة، والمدارس، والمباني الحكومية، والمؤسسات العامة، والمواقع ذات الكثافة البشرية العالية، بما في ذلك الفعاليات الثقافية والدينية، مع التركيز على المواقع التي تمثل مصالح إسرائيلية أو أميركية، بالإضافة إلى مؤسسات الجالية اليهودية في فرنسا، التي تُعد الأكبر في أوروبا.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت بالغ الحساسية، إذ دخلت إيران وإسرائيل في مواجهة مفتوحة منذ يوم الجمعة، بعدما شنّت تل أبيب هجمات جوية مكثفة على أهداف داخل إيران، أسفرت عن مقتل قادة عسكريين بارزين وعدد من العلماء النوويين، وتدمير مواقع عسكرية ونووية.
وردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ، وصل بعضها إلى مدينة تل أبيب، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين والعسكريين الإسرائيليين، ودفع حكومة نتنياهو إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى.
وفي ظل هذا المناخ الدولي المتوتر، تسعى فرنسا إلى حماية جاليتها ومنشآتها الحيوية، ومنع امتداد النزاع إلى الداخل الفرنسي، وسط تحذيرات متزايدة من استغلال أطراف متطرفة لهذه الأجواء لإحداث فوضى أمنيةداخل أوروبا.