يؤكد المغرب، من خلال احتضانه للدورة الأولى من المؤتمر رفيع المستوى الذي تنظمه بلومبرغ “New Economy Gateway Africa” (بوابة الاقتصاد الجديدة لإفريقيا)، مكانته كفاعل رئيسي في القارة الإفريقية ويجسد سياسة التعاون الاستباقية والتضامنية الذي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص إفريقيا.
ومن خلال هذا الحدث الهام الذي سيجمع ما يناهز 200 من صناع القرار الدوليين الاقتصادين بمدينة مراكش خلال يومي 13 و14 يونيو الجاري ، تسعى المجموعة المالية الأمريكية إلى تسليط الضوء على أهمية زخم الاقتصاد المغربي، الذي وصفه مايكل ر. بلومبرغ، مؤسس بلومبرغ، بـ”المحرك الإقليمي”.
كما ستشكل هذه الدورة فرصة لمناقشة مجموعة من القضايا والرهانات التي تهم القارة السمراء بالمغرب، الذي يعتبر أكثر الدول وعيا بشواغل إفريقيا، نظرا لمساهمته الفعالة ومشاركته النشطة في شؤون القارة، إلى جانب كونه أحد الاقتصادات الأكثر تمثيلا لإمكانات إفريقيا.
وبصفتها أكثر من مجرد بوابة، تعمل المملكة كقاطرة اقتصادية وتجارية حقيقية لخدمة إفريقيا، وتعد قطبا حيويا لتدفقات الرأسمال إلى الأسواق الإفريقية، وذلك بفضل انفتاحها على العالم وسياساتها الطموحة والشاملة وإصلاحاتها الهيكلية.
ووفاء منه برسالته الإفريقية من خلال التزامه بـ “توطيد علاقات التعاون والتضامن مع شعوب ودول إفريقيا”، ما فتئ المغرب يعبر عن التزامه تجاه إفريقيا وتمسكه بالازدهار والتنمية المشتركة.
ومن خلال وضع إفريقيا في صلب استراتيجيات التنمية وجعل التعاون بين بلدان الجنوب أولوية في علاقاته الثنائية، يملك المغرب معرفة معمقة حول واقع القارة ويقدم لمحة عامة عن الآفاق والفرص التي توفرها إفريقيا.
وبعيدا عن القضايا الإفريقية، فإن “بوابة الاقتصاد الجديدة لإفريقيا” تجعل من المملكة، على غرار باقي الفعاليات العالمية التي يستضيفها المغرب كل سنة، منصة للتبادل والتفكير في القضايا الاقتصادية والجيوسياسية الرئيسية التي تتصدر المستجدات.
وسيركز هذا اللقاء رفيع المستوى، الذي تمت بلورته في إطار منظور الاستدامة والمرونة، على التحديات الرئيسية التي يواجهها الاقتصاد العالمي، بما فيها بالأساس التضخم وارتفاع أسعار الطاقة.
كما سيحاول المشاركون طرح حلول لها واستعراض الفرص المتاحة أمام القارة الإفريقية والعالم.
وستخوض الأطراف المتحدثة، بمن فيهم قادة الفكر من عالم الأعمال وممثلو الحكومات الإفريقية، مناقشات معمقة حول العديد من القضايا التي سيتم تناولها بشكل منفصل.
وخلال الجلسات، ستلتزم الجهات المشاركة باستعراض وتقييم حالة إفريقيا من حيث البنية التحتية والطاقات النظيفة والتحول الأخضر والسيادة الصحية والسيادة الغذائية والتكيف مع تغيرات المناخ.
وتندرج إمكانات إفريقيا في قطاع الرياضة أيضا ضمن برنامج المناقشات. وخلال هذه المائدة المستديرة، سيتقاسم المغرب مع الحاضرين الإنجاز غير المسبوق والمتمثل في تأهل أسود الأطلس إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022.
وفي الشق المالي، يمثل عبء الديون الذي يثقل كاهل الدول الإفريقية، ومسألة عدم كفاية الاستثمارات الخاصة في اقتصادات القارة، وإشكالية نقص رأسمال المقاولات الإفريقية، المحاور التي يتضمنها جدول أعمال هذه المحادثة العالمية التي ستجرى بالمغرب