أسدل الستار اليوم الجمعة على أزمة كليات الطب والصيدلة في المغرب، بتوقيع محضر اتفاق بين اللجنة الوطنية لطلبة الطب ووزارتي التعليم العالي والصحة، برعاية وسيط المملكة.
الاتفاق جاء ليضع حداً لأطول إضراب طلابي في تاريخ البلاد، حيث شملت الاحتجاجات مقاطعة شاملة للدروس والامتحانات منذ ديسمبر 2023.
ولاقى هذا الاتفاق ترحيباً واسعاً من مختلف الأطياف السياسية والحقوقية. حزب التقدم والاشتراكية أشاد بنجاح النضالات الطلابية، مؤكداً أن “صمود الطلبة وإيمانهم بعدالة قضيتهم أثمر تحقيق مطالبهم المشروعة”. كما شكر الحزب جميع الأطراف التي ساهمت في إيجاد حل منصف، داعياً إلى استئناف الدراسة في أجواء ملائمة.
من جهتها، اعتبرت إلهام بلفحيلي، عضو الجامعة الوطنية للتعليم، أن الاتفاق يمثل نهاية لأحد “أسوأ فصول التعليم الأكاديمي في المغرب”، مشيرة إلى أن الطلبة قدموا درساً في الصمود والنضال.
الاتفاق الذي تم توقيعه ليلة الخميس، تضمن الاستجابة لأغلب المطالب التي رفعها الطلبة منذ بداية الأزمة، ومن بينها تحسين ظروف التكوين والتدريب، وتعزيز حقوق الطلبة. وبعد يوم ديمقراطي شهد تصويتاً داخل كليات الطب والصيدلة، قرر الطلبة تعليق الإضراب والعودة إلى مقاعد الدراسة.
وفي بيان لها، أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أن الاتفاق يمهد لعودة الطلبة إلى الكليات “بعزة وكرامة”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سبيل تطوير التكوين الطبي وتحسين العرض الصحي الوطني.
ويذكر أن هذا الاتفاق يُعدّ نموذجاً للتفاوض الناجح، ويعكس أهمية الحوار البناء لحل الأزمات. ومع استئناف الدراسة، يتطلع الطلبة إلى استدراك ما فاتهم، والعمل على تعزيز جودة التعليم الطبي في المغرب.