تعبأت الصفوف الأمامية المواجهة لفيروس “كورونا”، للإنخراط في تلبية النداء الوطني لمحاربة الوباء، بالإقبال المكثف على مراكز التلقيح ضد “كوفيد 19″، حيث كشف مدير مديرية السكنى بوزارة الصحة تلقيح 90 ألف مغربي عند إنطلاق الحملة، بعدما سارعت القوات المسلحة الملكية وعناصر الأمن الوطني و القوات المساعدة ورجال ونساء اللسلطة وأعضاء التعليم والهيئات الطبية والتمريضية ومهني الصحة، في التوجه الى مراكز التلقيح لتلقي جرعات من لقاح كسينوفارم” و”استرازينيكا”.
وتزامن إنطلاق الحملة مع ما كشفته وزارة الداخلية بأنه تم يوم السبت ضبط استفادة 8 أشخاص، بمركز التلقيح “أنوال” بتازة، من الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19، على الرغم من عدم توفرهم على الشروط الضرورية لتلقي اللقاح ضمن الفئات المستهدفة بالمرحلة الحالية من حملة التلقيح الوطنية.
وأضاف البلاغ أنه تم، تبعا لذلك، توقيف خليفة قائد مكلف بالملحقة الإدارية الثانية بتازة وعون سلطة عن العمل، كما تم إنهاء مهام الأشخاص المشرفين على تسجيل وضبط الفئات المستهدفة بعملية التلقيح بمركز التلقيح “أنوال”، وفتح تحقيق للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه الواقعة، وترتيب الآثار القانونية على ضوء ذلك.
و انطلقت بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، عملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بين صفوف أفراد القوات المسلحة الملكية، وذلك بالتزامن مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، و تلقى أفراد القوات المسلحة الملكية الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19، في احترام تام للتدابير الوقائية (ارتداء الكمامات الواقية والتباعد الجسدي والتعقيم)، وفقا للمعايير التي اعتمدتها السلطات الصحية.
و أكد الكولونيل رضوان سحنون، الطبيب الرئيس لفوج المقر العام للقوات المسلحة الملكية، أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، عمل فوج المقر العام للقوات المسلحة الملكية على تنظيم هذه العملية من خلال تسخير ثلاث محطات للتلقيح مجهزة بالمعدات الضرورية ومجموعة من الأطر التي تلقت التكوين اللازم لضمان النجاعة اللازمة.
وأبرز سحنون، أنه مراعاة لعامل القرب، تمت تهيئة مركزين للتلقيح لاستقبال الأشخاص المعنيين باللقاح، مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، خاصة وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، والحرص على النظافة الفردية والجماعية.
وأشار إلى أن عملية التطعيم تتم وفق إجراءات دقيقة تشمل التحقق من الهوية الشخصية للمستفيد وتدوينها في نظام معلوماتي وضع لمواكبة هذه العملية، وإخضاعه بعد ذلك لتشخيص طبي يسهر عليه طبيب المركز، استنادا إلى الدفتر الصحي لكل مستفيد، وأضاف أنه ” بعد أخذ الحقنة الأولى من اللقاح يتم الإبقاء على المستفيد لبضع دقائق من أجل الملاحظة البعدية للتأكد من عدم ظهور تأثيرات جانبية للقاح.
وخلص سحنون إلى أنه يتم في نهاية هذه العملية التأكيد على ضرورة مواصلة التقيد بالتدابير الوقائية ضد كوفيد-19، وتذكير المستفيد بموعد التطعيم بالحقنة الثانية، وفقا لنوع اللقاح المستعمل (21 يوما بالنسبة للقاح سينوفارم و28 يوما بالنسبة للقاح أسترازینيکا”.
وانطلقت بولاية أمن مراكش، على غرار باقي ولايات الأمن بالمملكة، عملية التلقيح ضد وباء كوفيد-19، بين صفوف رجال ونساء الأمن، تزامنا مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح. وتستهدف هذه الحملة، الممتدة لثلاثة أيام (حوالي 400 فرد في كل يوم)، أفراد الشرطة العاملين بمختلف المصالح الأمنية (الدوائر الأمنية والشرطة القضائية وحوادث السير وشرطة المرور إلخ)، والبالغين من العمر 45 سنة فما فوق.
و تلقت الأطر الأمنية المرابطة في الصفوف الأمامية ضد الفيروس، الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس، وذلك في جو من التعبئة لضمان إنجاح هذه الحملة الوطنية، وفق معايير الأسبقية التي وضعتها وزارة الصحة.
و أرست ولاية أمن مراكش بروتوكولا تنظيميا وصحيا يضمن نجاح هذه العملية، بدءا بتنزيل التدابير الوقائية (التباعد الجسدي والتعقيم وارتداء الكمامات)، ثم الجانب التقني تسهر عليه لجنة مختلطة من أطباء بوزارة الصحة والأمن الوطني، والمتعلق بالتثبت من أسماء أفراد الأمن الواردة في اللوائح الإسمية. وبالمناسبة، أكدت صوفيا أدرقاوي، عميد إقليمي ورئيسة المصلحة الطبية الولائية بمراكش، أنه “تطبيقا لتعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، عبأت ولاية أمن مراكش كافة الوسائل التقنية والتنظيمية لتنظيم وإنجاح عملية التلقيح ضد فيروس كورونا”.
وتهم حملة التلقيح التي تجري بشكل تدريجي وحسب الفئات، الأشخاص الذين يوجدون على الخط الأمامي في مواجهة الجائحة، وصرحت أمينة بوظهر، العميد الممتاز بولاية أمن فاس، أن جميع موظفي الأمن الوطني سيستفيدون من هذه العملية بالنظر الى طبيعة عمل الشرطة التي توجد في المواقع الأمامية، وقالت إن العملية تجري في ظروف جيدة وفي ظل احترام التدابير الجاري بها العمل، بتنسيق مع السلطات الصحية موضحة أنه تم احداث فضاء خاص مجهز لهذه العملية على مستوى ولاية الأمن.
و أبرزت بثينة الوزاني أولقاضي مسؤولة البرامج الصحية بمندوبية الصحة بفاس أن جميع الشروط تم توفيرها من أجل عملية تلقيح ناجحة وأشارت الى أن الشريحة المستهدفة بالدرجة الأولى هي ما فوق 45 سنة مضيفة أنه تم تحديد مسار واضح من أجل ضمان سيولة العملية مع احترام البروتوكول الطبي الذي أقرته الوزارة الوصية وقالت إن الشخص الملقح يظل لمدة عشرين دقيقة تحت المراقبة الطبية بعد تلقي الجرعة الأولى، من أجل التحقق من غياب آثار جانبية للعملية قبل أن يحدد له موعد الحقنة الثانية.
يذكر أنه، تطبيقا للتعليمات الملكية السامية، فإن حملة التلقيح مجانية بالنسبة لعموم المواطنين في أفق تحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تلقيح حوالي 80 في المائة من السكان)، وتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الوباء، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية.