لم تكن الطفلة الصغيرة، ذات الأربع سنوات، تعلم أن لحظة لعب بريئة فوق رمال شاطئ سيدي رحال ستتحول في طرفة عين إلى مأساة تقض مضجع الجميع. فقد شهد الشاطئ، أمس الأحد، حادثًا صادِمًا أعاد إلى الأذهان النقاش المزمن حول فوضى الاستجمام وغياب الرقابة، بعدما دهست دراجة مائية (جيتسكي) كانت تُسحب نحو البحر بواسطة سيارة رباعية الدفع، جسد الطفلة الصغيرة عن طريق الخطأ.
الضحية، التي كانت تلهو رفقة أسرتها على مقربة من الماء، باغتتها الدراجة المسرعة دون سابق إنذار، فطرحتها أرضًا متسببة في إصابات خطيرة استدعت نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات. شهود عيان وصفوا المشهد بالمروّع، مشيرين إلى صرخات الأم التي دوّت في المكان، وذهول المصطافين الذين لم يصدقوا ما حدث.
في أعقاب الحادث، سادت حالة من الغضب العارم في صفوف مرتادي الشاطئ، الذين طالبوا بتدخل فوري للسلطات من أجل وضع حدّ للعشوائية التي تطبع استخدام الدراجات المائية والمركبات ذات الدفع الرباعي على الرمال. تساؤلات كثيرة طُرحت حول السماح بجرّ “الجيتسكي” وسط الزحام ودون إجراءات وقائية تحمي الأرواح، خصوصًا في الفضاءات التي تعج بالأطفال.
الناجون من الواقعة لم يُخفوا قلقهم من تكرار الكارثة، مُعتبرين أن ما جرى ليس مجرد “حادث معزول”، بل نتيجة منطقية للتسيب الذي يشهده هذا الشاطئ كل صيف. وفي غياب لوحات إرشادية، ومراقبة فعّالة، وخطط لتنظيم استعمال المعدات البحرية، يبقى الخطر محدقًا بالجميع.
الطفلة الآن بين يدي الأطباء، تصارع مضاعفات الإصابات، فيما يواصل الرأي العام المحلي طرح الأسئلة: من المسؤول؟ وهل يُنتظر وقوع ضحايا آخرين قبل أن تتحرك الجهات المختصة؟