عاد الكوكب المراكشي، أحد أعمدة الكرة الوطنية، إلى القسم الوطني الأول بعد موسم استثنائي، عنوانه الإصرار والعمل الجاد. ووراء هذا الإنجاز يقف رجل اسمه رضى حكم، مدرب وطني شاب، أثبت أنه من طينة الكبار.
رضى حكم، المعروف بصرامته وأسلوبه الانضباطي، دخل مغامرة تدريب الكوكب وهو يعلم أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود. ورغم إيمانه بقوة الشباب وقدرته على البناء، وجد نفسه وسط بيئة مليئة بالمشاكل، “بيئة خبيثة” على حد تعبيره، حيث طغت المصالح الضيقة والوساطة، وسادت عقلية “النقابات الفردية” داخل الفريق، كل لاعب عندو لوبي خاص به.
المكتب السابق لم يوفر له المناخ المناسب للعمل، والنتيجة كانت خروجه في وقت سابق من الباب الضيق، لا لضعف فني، بل لغياب الرؤية والنية الصادقة داخل محيط الفريق.
ومع ذلك، ها هو رضى حكم يعود من جديد، ويقود الفريق إلى الصعود، ويبرهن أن النجاح لا يكون دائماً في الأجواء المثالية، بل يولد أحياناً من رحم المعاناة.
مبروك لرضى حكم، مبروك لجماهير مراكش الوفية، مبروك لمدينة كانت دائماً خزّاناً للمواهب. الكوكب يعود إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، ونأمل أن تكون العودة دائمة، لا مجرد عبور.
ونتمنى من القلب أن تعود باقي الفرق العريقة التي صنعت تاريخ الكرة المغربية، لأن البطولة اليوم غارقة في فرق لا تحمل من الروح الجماعية سوى اسم “سوق أسبوعي”، بلا جمهور، بلا هوية، بلا نكهة.