*اقبايو لحسن
منذ بداية تساقط الثلوج بالاقبم شفشاون، وسكان الجبال من مداشر وقرى يعانون الأمرين بسبب الطقس البارد جدا وقلة الإمكانيات وعزلتهم عن باقي المناطق، وعدم تمكنهم من التنقل لجلب كل احتياجاتهم والأغراض الضرورية لمعيشتهم اليومية، بل وحتى التطبيب والتعليم.
فعلى الرغم من محاولات السلطات المنطقة التخفيف من معاناة ساكني تلك المناطق الجبلية، وهذه السنة قد عمق من مأساة السكان، ولا يوجد من يلتفت إلى سكان تلك القرى والبوادي في الجبال الشمال الوعرة ، التي تظل وحيدة تقاوم وتواجه مصيرها المحتوم بسبب البرد والثلوج وقلة ذات اليد، والعزلة المفروضة على هذه المناطق مع حلول فصل شتاء من كل سنةوخصوصا عند تساقط الثلوج
إسماعيل طيار، شاب من سبت تامورت إقليم شفشاون يحكي عن معاناة سكان المنطقة مع الثلوج ويقول لـ”اشطاري24″: “كل سنة تعيش المنطقة في عزلة تامة بسبب الثلوج والبرد وقلة الإمكانيات، فحتى خشب التدفئة الذي كانت تجلبه النساء من الغابات أصبح من الصعب الحصول عليه، بسبب الحراسة المشددة لمسؤولي إدارة المياه والغابات بالمنطقة، الذين يسعون إلى الحفاظ على الثروة الغابوية في إهمال تام لساكني المنطقة الفقيرة، التي تعيش من الزراعة المعاشية والرعي، والتي لا يمكن لها شراء الخشب بسبب غلاء أثمنته، وتظل بالتالي عرضة للبرد والجوع والتهميش”.
ويضيف إسماعيل بكثير من الحسرة والألم
فإذا كانت الثلوج ومناظره الخلابة، مبعثا للفرح لهواة الرياضات الثلجية والراغبين في التمتع بها، إلا أنها باتت مبعث حزن ومعاناة حقيقية لسكان المناطق الجبلية كل من منتزه تلاسمطان باب برد والنواحي…..، وهو ما عبرت عنه السيدة فاطمة احيان فاعل جمعوية التي صرحت لـ”اشطاري24″، أن الوضع يزداد صعوبة وقساوة في فصل الشتاء، بسبب العزلة التي تعرفها المنطقة بسبب تساقط الثلوج الكثيف، وانقطاع الطرق والكهرباء، ” ونحن لا نستطيع الخروج ولا التنقل من أجل اقتناء ما يلزمنا، بسبب سُمك الثلوج. نحن نعاني الأمرين ونتكبد خسائر في المواشي وحتى الحوامل فمن تحاصره الثلوج ينكن أن يموت في غفلة من الجميع”.
وتقول فاطمة إنها لم تتمكن من بيع منتوجات فلاحية في الاسواق وبسبب التساقطات الثلجية التي حالت دون زيارة السياح للمنطقة، وبهذا فهي توجد في ظروف صعبة هي والنساء العاملات بتعاونيتها، وأبرزت أن محدودية المساعدات التي قدمت لهم من طرف السلطات، لا تكفي لتأمين كل الحاجيات الغذائية التي تلزمهم في هذه الفترة من السنة، ولولا مساعدات بعض جمعيات المجتمع المدني التي ترسل الأغطية والملابس والعلف حتى للماشية، لما استطاع السكان مواجهة تداعيات موجات البرد القارس في المنطقة التي تقطنها، والتي تفتقر إلى التجهيزات الأساسية.