في ليلة متلألئة على ساحل طنجة، تحولت الأنظار إلى قامة مغربية قدمت الكثير للإعلام والثقافة في المملكة. عبد العزيز البوجدايني، اسم ارتبط بالالتزام والتطوير، كان نجم الأمسية في حفل توزيع “جائزة بيت الصحافة”، الذي أقيم وسط حضور لافت من الإعلاميين والمثقفين.
البوجدايني، الرجل الذي انطلق من خلف الكواليس ليقود مسارات التغيير، تسلم تكريمه وسط تصفيق حار، محاطًا بإشادة واسعة بدوره في تطوير قطاعي الإعلام والسينما بالمغرب.
مسيرته المهنية الممتدة لأكثر من أربعة عقود ليست مجرد سجل إنجازات، بل قصة شغف بدأها في وزارة الاتصال، حيث استطاع أن يثبت نفسه كشخصية بارزة في المشهد الثقافي والإعلامي الوطني.
وعند تعيينه كاتبا عاما لقطاع التواصل في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تمكن من تحقيق قفزات نوعية عبر مشاريع استراتيجية طموحة، كان لها أثر كبير في تحديث القطاع وتأهيله لمواكبة متطلبات العصر الرقمي.
أما على صعيد السينما، فقد كانت بصمته واضحة في إدارة المركز السينمائي المغربي، حيث ارتقى بالإنتاج السينمائي الوطني ليصل إلى مستويات تنافسية عالمية.
تحت قيادته، شهد المهرجان الوطني للفيلم في طنجة تطورًا ملموسًا، مع الحفاظ على هويته المغربية العريقة، مما عزز مكانته كمنصة رئيسية لدعم المبدعين وإبراز المواهب الوطنية.
وفي كلمة ألقاها خلال الحفل، أكد البوجدايني على أهمية الاستمرارية في تطوير الإعلام والسينما باعتبارهما أدوات للتغيير المجتمعي. وقال: “إن نجاح أي قطاع يعتمد على روح التعاون والالتزام بالابتكار، وهذا ما حاولت ترسيخه خلال مسيرتي”.
الحفل الذي شهد تكريمه لم يكن مجرد مناسبة للاحتفال، بل محطة لتسليط الضوء على الدور الريادي الذي لعبه في ترسيخ قيم الشفافية والمصداقية في الإعلام المغربي.
عبد العزيز البوجدايني، برغم كل هذه الإنجازات، ظل الرجل الذي يعمل بصمت، تاركًا للنتائج أن تتحدث عنه. إنه مثال حي على أن القيادة ليست فقط قرارات ومناصب، بل رؤية تؤمن بقدرة الإعلام والثقافة على صناعة التغيير الإيجابي.
