نزل القرار الحكومي بفرض حظر التنقل الليلي في شهر رمضان، كـ”الصاعقة” على مجموعة من المهنيين والتجار وقطاعات تجارية، معتبرين القرار يضر بمصالح فئات واسعة من أرباب المقاهي و المطاعم والتجار ومجموعة من المهن التي تعرف إنتعاشا خلال الشهر الكريم، وندد أرباب المقاهي بالقرار الحكومي معتبرين أنه يكرس لسياسة “التهميش” التي تنهجها الحكومة مع قطاعات المقاهي و المطاعم والتجار.
ورصد مجموعة من المهنيين، خسائر قطاعات التجارة والمقاهي والنقل، ودهول القطاعات في مرحلة مالية “صعبة” أمام تفاقم أزمة الجائحة، في ظل غياب دعم حقيقي للدولة، أو خلق مبادرات تهدف الى رفع الضرر عن القطاعات المتضررة من “كورونا”.
من جهته شدد معاد لمرابط منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، على أن قرار الحكومة حظر التجول الليلي على مستوى الوطني خلال شهر رمضان يهدف إلى تجنب ظهور موجة ثانية من انتقال العدوى الجماعية لفيروس”كوفيد19″.
وأكد لمرابط، عقب قرار الحكومة حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، وذلك ابتداء من فاتح شهر رمضان 1442 هـ، أن ارتفاع عدد الحالات في بعض الجهات بالمملكة دفعت الحكومة إلى تقييد التنقلات الليلية خلال شهر رمضان، كما أن التجمعات العائلية وسلوك المواطنين خلال هذا الشهر الفضيل، حسب المتحدث، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الوبائي، أو حتى أن يشكل عنصرا مساهما في موجة ثانية من الانتقال الجماعي للعدوى.
وتابع لمرابط أن هذا القرار الحكومي ليس سوى تمديد للإجراءات الاحترازية المعتمدة في 13 يناير الماضي، لمكافحة فيروس كورونا المستجد، مسجلا أن هذا القرار يأتي بناء على توصيات اللجنة العلمية والتقنية.
وكانت الحكومة قد قررت الأربعاء، حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، وذلك ابتداء من فاتح شهر رمضان 1442 هـ، مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية المتخذة. وأوضحت الحكومة، في بلاغ، أن هذا القرار جاء “تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد، خاصة مع ظهور سلالات جديدة ببلادنا، وفي سياق تعزيز التدابير الوقائية المتخذة للحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين، وأخذا بعين الاعتبار الحركية الواسعة التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي خلال شهر رمضان المعظم، وفي إطار الحرص على أن يمر هذا الشهر الفضيل في ظروف صحية مناسبة تعكس رمزيته الدينية الكبرى”.
و اعتبر الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن القرارات التي اتخذتها الحكومة المغربية بخصوص شهر رمضان الأبرك، لاسيما حظر التنقل الليلي، ستساهم في حماية المملكة من الموجة الثالثة التي تجتاح حاليا القارة الأوروبية، والتي أظهرت أنها موجة “قوية وشرسة وسريعة الانتشار”، وأوضح حمضي، أن هذه القرارات الحكومية تأتي في سياق متصل بارتفاع للحالات الجديدة وحالات الإنعاش المتعلقة ب(كوفيد-19)، منذ أسبوعين في جل أنحاء المملكة، ولاسيما في مدينة الدار البيضاء والحواضر الكبرى.
وأشار الباحث إلى أن هذا الارتفاع يعتبر مؤشرا واضحا على تفشي الجائحة، وعلى القلق الوبائي السائد في المملكة، مسجلا أن مدينة الدار البيضاء تعرف لوحدها معدل 12 في المائة من الحالات الإجابية، و70 في المائة من الحالات الجديدة، و70 في المائة من حالات الإنعاش، على المستوى الوطني.