يشهد مطار محمد الخامس الدولي ،على غرار المطارات والموانئ الدولية، تشديدا في التدابير الاحترازية و الإجراءات الوقائية وذلك من أجل الكشف المبكر عن أي حالة واردة للإصابة بفيروس كورونا ،خاصة ضمن الركاب القادمين من الصين
وهكذا ، فبمجرد وصول طائرة قادمة من بيكين مساء أمس الثلاثاء إلى مطار محمد الخامس ، باشرت السلطات الصحية إجراءاتها الصارمة لاحتواء أي حالة وبائية وفيروسية محتمل دخولها عبر هذه النقطة الحدودية الرئيسية
وتأتي هذه الإجراءات الوقائية الاستباقية في إطار القرار الذي اتخذته مؤخرا وزارة الصحة والمتعلق بتفعيل المراقبة الصحية على مستوى المطارات والموانئ الدولية ، وذلك من أجل الكشف المبكر عن أي حالة واردة للإصابة بفيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره
و في تصريح للصحافة ، قال الطبيب الرئيس بمطار محمد الخامس ، السيد محمد مسيف، “إن خطة الطوارئ المعتمدة في مطار محمد الخامس ،هي جزء من الخطة الوطنية للترصد و الاستجابة الاستباقية لجميع طوارئ الصحة العمومية “، مبرزا أن هذه الخطة تتكون من عدة مراحل بالنسبة للمسافرين القادمين من المناطق الموبؤة.
وأوضح أن المرحلة الأولى تتم قبل وصول الطائرة إلى المطار ،حيث يتم خلال الرحلة عزل جميع الحالات المشتبه من طرف طاقم الطائرة ،و إخطار برج المراقبة ،و تعبئة ما يسمى الجزء الصحي من الإقرار العام للطائرة ،الذي يسلم للشرطة الصحية عند الوصول .
أما المرحلة الثانية فتبدأ بعد الوصول ، حيث يخصص موقف خاص لهذه الطائرة حتى لا يتم الاختلاط مع المسافرين الآخرين ،و يتم اعتماد القرار بإنزال الركاب ، حيث يخضعون جميعا وبدون استثناء لقياس درجة الحرارة في مرحلة أولى بواسطة المحرار بالأشعة ما تحت الحمراء، و في المرحلة الثانية بواسطة الكاميرا الحرارية
و خلال مرحلة ثالثة من هذا البروتوكول ،يضيف المتحدث ذاته ، يتم تجميع جميع المعلومات الخاصة بركاب الطائرة المعزولة ،”على اعتبار انهم في فترة حضانة حيث تؤخذ الأسماء وأرقام الهواتف و العناوين حتى يتم تتبعهم على المستوى الوطني طيلة فترة الحضانة “، مبرزا أنه في حال وجود حالة مشتبه بها يتم القيام بفحص طبي للتأكد من الحالة في قاعة العزل ،و إذا كانت الحالة مطابقة للمعايير المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية ، يتم إرسالها مباشرة إلى المستشفى المعين من قبل وزارة الصحة
أما في المرحلة الأخيرة ،فيتم خلالها تطهير الطائرة بمادة تتناسب مع المكونات الداخلية للطائرة حتى لا يكون هناك تأثيرات جانبية على هذه المكونات
وعلاوة على ذلك فقد تم تجنيد أربع وحدات صحية بأجهزة حديثة للفحص والتدقيق ،موزعة بين المحطات الثلاث لمطار محمد الخامس.
وتتوفر الوحدات الاربعة ، على مخزن للأدوية الاستعجالية وآخر للمعدات الطبية الخاصة بالأمراض المعدية أو الوبائية وعلى طاقم طبي مكون من اخصائيين في الحالات المستعجلة ومفتشين صحيين وممرضين وأربع سيارات للإسعاف لنقل الحالات المشتبه بها نحو المركز الذي تعينه الوزارة
ولقد لقيت هذه الاجراءات استحسانا من قبل الركاب القادمة من بكين ، حيث أعرب عدد من المواطنين المغاربة وغالبيتهم من الطلبة عن ارتياحهم للخدمات و المجهودات التي تقوم بها السلطات المغربية لتأمين رحلاتهم في أحسن الظروف وللمساهمة