تشكل المنصة الصناعية لمراكش الواقعة بتامنصورت (عمالة مراكش)، التي افتتحت رسميا نهاية يناير الماضي، مشروعا مهيكلا يطمح إلى تحفيز الدينامية الاقتصادية الجهوية وتقوية الجاذبية الترابية على الصعيد الوطني والدولي.
وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يتوقف المدير العام بالنيابة للمركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش آسفي، محمد أمين السبيبي، عند الرهانات الكبرى لهذا المشروع البارز الذي يندرج في إطار التصميم الجهوي لإعداد التراب وبرنامج التنمية الجهوية 2022 – 2027، ومساهمته في التنمية الاقتصادية بالجهة.
1- أية مساهمة للمنصة الصناعية في تنمية الجهة ؟
تعد المنصة الصناعة لمراكش رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية بجهة مراكش آسفي. وتقع المنصة بتامنصورت وتمتد على مساحة 40 هكتارا، وتقترح عرضا عقاريا بمساحات تتراوح ما بين ألف و10 آلاف متر مربع، يستجيب للحاجيات المتنوعة للمقاولات. وتم تصميم هذه المنصة، التي تطلبت استثمارا إجماليا يقدر بـ215 مليون درهم، من أجل إتاحة بيئة حديثة واستراتيجية للمستثمرين.
وتساهم المنصة في تنمية الجهة بطرق عدة. ففي ما يتعلق بخلق فرص الشغل وتنشيط الاقتصاد المحلي، ستستقبل المنصة مقاولات صناعية ولوجستية، مدرة بذلك آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، ومعززة للإدماج المهني للشباب ومساهمة في تقوية النسيج المقاولاتي المحلي.
وبخصوص تعزيز التنافسية بالنسبة للمستثمرين، تجعل المنصة الصناعية لمراكش، بفضل بنياتها التحتية الحديثة وتحفيزات ملائمة، جهة مراكش آسفي كوجهة تنافسية للصناعة والإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، لا تقتصر المنصة على تقديم بنية تحتية عالية الجودة، بل تدمج أيضا مقاربة للتنمية المستدامة من خلال التركيز على الابتكار والممارسات المسؤولة وتقليص الأثر البيئي.
وتنسجم هذه البنية، التي تندرج في إطار النموذج التنموي الجديد، مع خارطة الطريق الوطنية الرامية إلى تقوية التصنيع والتنويع الاقتصادي والسيادة الإنتاجية.
2- ماذا تعني المنصة للنسيج الاستثماري بمراكش آسفي وما دورها في الدفع بدينامية اقتصادية جديدة ؟
تعمل المنصة الصناعية لمراكش كمسرع للاستثمارات والابتكار بالنسبة لجهة مراكش آسفي، وهو ما يعد إشارة قوية للمستثمرين، مجسدة بذلك لإرادة الجهة في استقبال مشاريع صناعية كبرى وتسهيل توطينها بفضل إطار مبسط وجذاب.
وتمثل المنصة كذلك، قطبا لإدماج سلاسل القيمة، على اعتبار أنها تتيح فضاء منظما وملائما للمقاولات، وتعزز بذلك من بروز منظومة صناعية تنافسية، حيث يمكن لمجموعات كبرى ومقاولات صغرى ومتوسطة أن تتعاون وتتعزز بشكل متبادل.
كما تشكل المنصة بديلا صناعية تكميليا. فمراكش معروفة بمؤهلاتها السياحية، لكن مع المنصة الصناعية تؤكد أيضا دورها كمركز صناعي، منوعة بذلك من اقتصادها ومقللة من اعتمادها على القطاع الثالث. كما يمكن للمنصة أن تكون محفزا لقطاعات محورية تتطلع الجهة إلى تطويرها، لأنها تستهدف صناعات استراتيجية من قبيل الطيران والطاقات المتجددة والسيارات وأجزائها والخدمات اللوجستية، مما يساهم في تنمية اقتصاد أكثر متانة وصمودا.