أعلن نادي الرجاء الرياضي، يوم الثلاثاء، فسخ عقد الحارس المخضرم أنس الزنيتي بالتراضي، ليطوي بذلك صفحة مشوار طويل مع الفريق. الرحيل جاء وسط أزمة مالية خانقة يعاني منها النادي، حيث تنازل الزنيتي عن جزء من مستحقاته المتأخرة، فيما تمت جدولة باقي ديونه على دفعات.
هذا الوداع يثير تساؤلات عدة حول ما إذا كان الزنيتي قد حصل على نهاية تليق بمسيرته الحافلة مع الرجاء، ومدى تأثير غيابه على الفريق، خاصة أنه كان أحد الأعمدة الأساسية التي ارتكز عليها الفريق في مواسمه الأخيرة.
عبد العزيز بنيج، الدولي المغربي السابق والمحلل في قنوات “بي إن سبورتس”، اعتبر أن الزنيتي قدم سنوات من العطاء المتميز، وساهم بشكل أساسي في النجاحات التي حققها الرجاء خلال العقد الأخير. في حديثه مع جريدة “مدار21″، أكد بنيج أنه رغم الأخطاء التي ارتكبها الزنيتي هذا الموسم، والأزمة النفسية التي مر بها، فإن رحيله لم يكن بالشكل الذي يليق بما قدمه للنادي.
وأضاف بنيج أن الزنيتي كان من الركائز الأساسية في الموسم الماضي، الذي شهد نجاحًا كبيرًا للرجاء، لكن بداية الموسم الحالي شهدت اضطرابات عدة، سواء على مستوى الإدارة أو الجهاز الفني، مما أثر على أداء اللاعبين بشكل عام، بما فيهم الزنيتي نفسه. وأشار إلى أن الزنيتي كان “القائد الفني والمعنوي” للفريق، وهو ما يفرض على الرجاء أن يودعه بشكل يليق بمسيرته.
وأوضح بنيج أن تراجع مستوى الزنيتي هذا الموسم يعود إلى فقدان الثقة، بالإضافة إلى التغييرات المتتالية التي مر بها الفريق. ورغم الأخطاء التي وقع فيها هذا الموسم، خاصة في التعامل مع الكرات البعيدة وقيادة خط الدفاع، أشار بنيج إلى أن الرحيل قد يكون في مصلحة الزنيتي لاستعادة ثقته، وربما للانتقال إلى مرحلة جديدة في مسيرته.
فيما يخص الأزمة المالية التي يمر بها الرجاء، أكد بنيج أن الزنيتي ليس السبب في هذه الأزمة، بل هي نتيجة أخطاء في الانتدابات على مر السنوات. وقال: “لو حافظ النادي على أفضل لاعبيه مع تدعيم الفريق بعناصر جديدة كل موسم، لكانت الأزمات أقل تأثيرًا”.
وتابع بنيج أن غياب الزنيتي سيترك فراغًا كبيرًا داخل غرفة الملابس، نظرًا لدوره القيادي، خاصة مع أسلوبه العصري في حراسة المرمى، وقراءته الجيدة للعب، بالإضافة إلى مساهمته في بناء الهجمات.
أما بالنسبة لمستقبل الرجاء بعد رحيل الزنيتي، أشار بنيج إلى أن النادي سيعتمد على لاعبين جدد مثل المهاجم أيوب المعموري، الذي يقدم مستويات جيدة رغم تكلفته المنخفضة، بالإضافة إلى منح الفرصة للاعبين الشبان من أبناء النادي. ورغم أن الرجاء يواجه تحديات كبيرة في دوري أبطال إفريقيا، فإن الفريق مطالب بالقتال حتى النهاية.
وفي الختام، تمنى بنيج أن يخرج الزنيتي بتصريحات داعمة لحارس الرجاء الجديد، على أن تكون مسيرته مع النادي قدوة للأجيال القادمة، وأن تنتهي بصورة إيجابية تتناسب مع ما قدمه للنادي ولجمهوره.