يشهد معهد باستور في المغرب إقبالًا قياسيًا على التلقيح ضد التهاب السحايا مع اقتراب موسم العمرة، ما أدى إلى طوابير طويلة وتأخير في الحصول على اللقاح. وأمام هذا الوضع، أكد المعهد، بالتنسيق مع وزارة الصحة، أنه عزز مخزون الجرعات لتجنب أي نقص محتمل، في وقت تتزايد فيه شكاوى المواطنين بشأن ضعف التنظيم وطول فترات الانتظار.
مع اقتراب شهر رمضان، الذي يشهد ارتفاعًا في عدد المعتمرين المغاربة، تضاعفت الطلبات على لقاح التهاب السحايا، وهو شرط أساسي تفرضه السلطات السعودية للحصول على شهادة التلقيح الدولية المعروفة بـ”البطاقة الصفراء”. وأمام هذا الضغط، لجأ معهد باستور إلى التزود بكميات إضافية من اللقاحات بالتنسيق مع مزودي الأدوية، تفاديًا لأي نقص قد يعرقل استعدادات الحجاج للسفر.
ورغم توفر اللقاحات، فإن التدفق الكبير للمواطنين على المعهد أدى إلى اكتظاظ ملحوظ، حيث اشتكى العديد من طول الانتظار وصعوبة الحصول على المواعيد، وسط انتقادات بشأن غياب تدابير فعالة لتنظيم تدفق الراغبين في التلقيح. ووصف مواطنون المشهد داخل المركز بأنه “فوضوي”، مشيرين إلى أن بعضهم اضطروا للحضور في ساعات الصباح الباكر لضمان الحصول على الجرعة.
ولتخفيف الضغط على معهد باستور، أكدت وزارة الصحة أن لقاح التهاب السحايا متاح أيضًا في عدد من الصيدليات والمراكز الصحية المعتمدة، حيث يمكن للراغبين في السفر شراء اللقاح والتوجه إلى مركز صحي معتمد لإتمام عملية التلقيح والحصول على الشهادة المطلوبة. وأوضح الدكتور نور الدين درسي، رئيس قسم التلقيح في معهد باستور، أن هذه المراكز الصحية قادرة على منح نفس الوثيقة المعتمدة من طرف المعهد، مما يتيح للمواطنين خيارات بديلة دون الحاجة إلى الاصطفاف لساعات طويلة.
إلى جانب مشكلات التنظيم، أثار سعر اللقاح جدلًا بين المعتمرين، حيث أفاد بعض المواطنين بأن تكلفة اللقاح وصلت إلى 600 درهم، في حين أكدت وزارة الصحة أن الأسعار الرسمية تتراوح بين 250 درهمًا للقاح “مينومين” و750 درهمًا للقاح “مينكترا”، الذي يوفر حماية أطول تصل إلى خمس سنوات مقارنة بالأنواع الأخرى.
يذكر أن شركات الطيران ووكالات الأسفار بدأت منذ الأول من فبراير تطبيق شرط التلقيح بشكل صارم، إذ يتوجب على جميع المعتمرين تقديم شهادة تلقيح صالحة تم الحصول عليها قبل عشرة أيام على الأقل من موعد السفر، باستثناء الأطفال أقل من سنة والأشخاص الذين تلقوا الجرعة خلال السنوات الخمس الماضية، بشرط تقديم إثبات رسمي بذلك.
وفي ظل هذه الإجراءات، يُنصح الراغبون في أداء العمرة بالتخطيط المسبق لتلقي اللقاح تفاديًا للازدحام وضمان استكمال الإجراءات الصحية المطلوبة في الوقت المناسب.