أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، اليوم الجمعة، عن إغلاق معبر جابر الحدودي، الذي يُعد المنفذ الوحيد لعبور الأفراد والتجارة بين الأردن وسوريا، في ظل تصاعد التوترات الأمنية على الجانب السوري من الحدود.
وأوضح مصدر في الجيش السوري لوكالة “رويترز” أن جماعات مسلحة أطلقت النار على معبر نصيب الحدودي من الجانب السوري، ما دفع السلطات الأردنية إلى اتخاذ قرار الإغلاق كإجراء احترازي لضمان سلامة العابرين.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة “تاس” الروسية بأن السفارة الروسية في دمشق حثت رعاياها على مغادرة سوريا، مع استمرار تقدم فصائل المعارضة المسلحة نحو مناطق استراتيجية في وسط البلاد، بما في ذلك مدينة حمص.
ومن جهته، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في سوريا بأنه “معقد للغاية”، مشيراً إلى أن تحقيق الاستقرار ليس بالأمر السهل في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية. وقال لافروف: “ما يجري في سوريا يشبه لعبة معقدة تتداخل فيها مصالح أطراف متعددة.”
وتشهد الساحة السورية تطورات متسارعة منذ 27 نوفمبر الماضي، حيث تخوض فصائل المعارضة معارك عنيفة مع قوات النظام. وفي 29 نوفمبر، تمكنت المعارضة من دخول مدينة حلب، أعقبها بسط سيطرتها على محافظة إدلب. وفي خطوة لافتة، سيطرت المعارضة، يوم الخميس، على مدينة حماة، مما يشير إلى تقدم ميداني متواصل يعيد رسم خارطة السيطرة داخل سوريا.
ومع استمرار الاشتباكات وارتفاع وتيرة النزوح، تواجه سوريا أزمة إنسانية خانقة، حيث تزداد معاناة المدنيين في ظل نقص الإمدادات وغياب الاستقرار. ويثير إغلاق معبر جابر الحدودي مزيداً من المخاوف بشأن تعقيد حركة الأشخاص والبضائع، مما يضيف ضغطاً على المجتمعات المتضررة داخل البلاد وفي دول الجوار.
وفي ظل استمرار التصعيد الميداني، يبقى السؤال الأبرز: هل سيشهد الوضع السوري مزيداً من الانهيار، أم ستتمكن الأطراف الدولية والإقليمية من إيجاد تسوية تُخفف من وطأة الأزمة؟