يحل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم يوم الجمعة المقبل ضيفا على نظيره الموريتاني لحساب الجولة الخامسة من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم – الكاميرون 2021 (المجموعة الخامسة)، وعينه على حجز تذكرة العبور إلى العرس الإفريقي حيث تفصله نقطة واحدة فقط لبلوغ هذا الهدف، سيما وأنه يتصدر مجموعته برصيد 10 نقاط، يليه منتخب موريتانيا برصيد 5 نقاط، ثم بوروندي 4 نقاط، وأخيرا إفريقيا الوسطى 3 نقاط.
و يبدو أن المباراة التي ستجرى على أرضية ملعب شيخا ولد بويديا بالعاصمة نواكشوط في حدود الساعة الثامنة مساء ,وسط حضور جماهيري حددته الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في 900 شخص، في إطار احترام تام للبرؤوتوكول الصحي لمكافحة فيروس كورونا المستجد ،ستشهد ندية قوية بين المنتخبين المغاربيين، ذلك أن مهمة منتخب أسود الأطلس، و إن كان مرشحا على الورق لتحقيق الفوز، بحكم ترسانة نجومه التي تؤثث مختلف الدوريات الأوربية ، لن تكون بالسهلة في انتزاع بطاقة التأهل أمام منتخب “المرابطين” المتحمس للتوقيع على نتيجة ايجابية أمام أحد عمالقة القارة السمراء ،و الطامح لتعزيز حظوظه من أجل التأهل للنهائيات للمرة الثانية على التوالي .
ويخوض المنتخب الوطني المغربي مواجهة الجمعة القادم في ظل عدة مستجدات همت بالخصوص التركيبة البشرية ، حيث يترقب المتتبعون الرياضيون و معهم عشاق اسود الأطلس بشغف كبير الظهور الأول لكل من المهاجم منير الحدادي نجم نادي اشبيلية الإسباني و المدافع الأيسر آدم ماسينا، لاعب واتفورد الإنجليزي، بعد تأهيلهما من طرف “الفيفا” للعب بصفوف الأسود ،حيث يشكل استدعاؤهما قيمة مضافة كبيرة على مستوى الخط الأمامي و الدفاع الأيسر الذي شكل مصدر قلق دائم للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش .
و أبدى اللاعبان اللذين التحقا أول أمس الاثنين بالمعسكر الإعدادي لـ”النخبة الوطنية”، بالمركب الرياضي محمد السادس في المعمورة، حماسا كبيرا في حمل الألوان الوطنية، حيث عبر منير الحدادي، في تصريح للموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن سعادته بالتحاقه بالمنتخب الوطني، مؤكدا رغبته في تحقيق العديد من الإنجازات رفقة أسود الأطلس و في مقدمتها الفوز بكأس أمم أفريقيا والتأهل لمونديال قطر 2022، ومعربا في الوقت ذاته عن امتنانه الكبير للجمهور المغربي الذي سانده في الفترة لعصيبة التي قضاها بعيدا عن المنتخب . بدوره أعرب آدم ماسينا، عن سعادته و فخره بتلبية دعوة الناخب الوطني ، مشيدا بالحفاوة التي حظي بها والأجواء أكثر من رائعة السائدة في المعسكر التدريبي ، مبرزا أنه سيبدل قصارى جهده لمساعدة المجموعة لتحقيق الأهداف المسطرة.
و برأي العديد من المتتبعين الرياضيين فإنه مع انضمام آدم ماسينا لمعسكر المنتخب المغربي يكون وحيد حاليلوزيتش قد طرق آخر مسمار في تشكيلة الأسود باستكمال صفوفه ، حيث كان الناخب الوطني يشتكي باستمرار من ضعف الرواق الأيسر وعدم اقتناعه بالمردود التقني للاعب حمزة منديل، إضافة لفشل عدد من لاعبي الدوري المحلي في شغل هذا المركز الذي كان يمثل أحد ثغرات المنتخب المغربي.
و بالعودة إلى حيثيات اللقاء ، فقد كان الناخب الوطني، قد شدد خلال الندوة الصحفية للكشف عن لائحة اللاعبين المنادى عليهم للمشاركة في لقاءي موريتانيا والبوروندي، أن العناصر الوطنية مطالبة بتحقيق الفوز لاغير في المبارتين المقبلتين أمام موريتانيا و بوراندي، مبرزا أن الجاهزية والاستحقاق هما المعيار في اختيار هذه اللائحة التي تضم وجوها جديدة أبانت عن علو كعبها وتحذوها الرغبة في المنافسة وفرض الذات كرويا.
و جدد حاليلوزتش التاكيد على “أن ثقافة الفوز مهمة ونكسبها حينما نفوز بمباراة صعبة خارج الميدان”، مبرزا أن المعسكر التدريبي الذي تخوضه العناصر الوطنية تحسبا للمبارتين، يكتسي أهمية قصوى لمواصلة الاشتغال على الجانب الذهني والأداء الجماعي بغية تحقيق نجاعة أكثر والظهور بمستوى أفضل.
و اعتبر حاليلوزيتش أن مواجهة المنتخبات الإفريقية تتطلب الاشتغال على العمل الجماعي والقوة الذهنية، معربا عن ثقته في قدرة العناصر الوطنية على تقديم الأفضل في منافسات كأس إفريقيا للأمم وإقصائيات كأس العالم.
في الجهة المقابلة ، شد الناخب الموريتاني ، كورينتان مارتينز، أن مواجهة المغرب ستكون مصيرية ، موضحا ان”المباراة ضد المنتخب المغربي تكتسي أهمية قصوى، إذ ستقرر بشكل كبير في مصير التأهل”.
و قال مارتيتنز خلال تصريح صحفي عقب الحصة التدريبية التي أجرتها كتيبته أول أمس الإثنين “علينا أن نكون في أتم جاهزيتنا يوم الجمعة، لا سيما وأننا سنواجه منتخبا يتميز بتركيبة بشرية قوية، تضم لاعبين يمارسون في مستويات عالمية، لكننا نملك الحافز الذهني لصنع الفارق”.
واستطرد “نحن على بعد مبارتين فقط في سباق التأهل ، وعلينا جمع أكبر عدد ممكن من النقاط للعبور لنهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة”.
و في قراءة لتاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين المغربي و الموريتاني، يلاحظ أنهما التقيا في 9 مناسبات انتهت سبعة منها لصالح أسود الأطلس فيما حسم التعادل مبارتين، علما أن أول مواجهة جرت في 14 أكتوبر 1976 في العاصمة السورية دمشق برسم الألعاب العربية و عادت نتيجتها لصالح الأسود بثنائية نظيفة، في حين دارت آخر مواجهة في 19 نونبر 2019 بالرباط برسم اقصائيات كاس إفريقيا للأمم 2021 و انتهت بالتعادل السلبي صفر لمثله .