أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) أن استثماراته في المغرب خلال العام الماضي بلغت 5.5 مليار درهم (530 مليون يورو)، موزعة على 12 مشروعًا، مما يمثل 22% من حجم استثمارات البنك في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط (SEMED).
وأفاد البنك أن 59% من استثماراته في المغرب خلال العام الماضي كانت موجهة إلى قطاع الاقتصاد الأخضر، وهو ما يعد نسبة قياسية في السنوات الأخيرة. ومن أبرز المشاريع التي دعمها البنك تقديم قرض بقيمة 200 مليون يورو لمجموعة المكتب الوطني للفوسفاط (OCP) بهدف تطوير محطتي تحلية مياه جديدتين.
ويهدف هذا المشروع إلى القضاء على استخدام المياه العذبة في الإنتاج الصناعي بحلول عام 2030، وهو أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى تحديات ندرة المياه التي تواجهها المملكة.
وعلى مستوى منطقة جنوب وشرق المتوسط، والتي تضم المغرب، مصر، الأردن، لبنان، تونس، والضفة الغربية وقطاع غزة، أشار البنك إلى ضخ استثمارات بلغت 2.4 مليار يورو في عام 2024، بزيادة 20% مقارنة بالعام السابق. وقد تم توجيه 49% من هذه الاستثمارات إلى الاقتصاد الأخضر، بينما استحوذ القطاع المالي على 55% والبنية التحتية المستدامة على 21%.
وركزت ما يقرب من 60% من استثمارات البنك في المنطقة على تعزيز المساواة بين الجنسين، بينما استهدفت 33% من المشاريع معالجة الفجوات الاجتماعية وتنمية رأس المال البشري. نصف هذه المشاريع شملت المغرب، مما يعكس اهتمام البنك بتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في المملكة.
إجمالاً، أفاد البنك أن استثماراته في عام 2024 سجلت زيادة بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 16.6 مليار يورو (170 مليار درهم). وأكد البنك أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاريع التي بلغ عددها 584 مشروعًا كانت موجهة نحو القطاع الخاص، مع تركيز كبير على التمويل الأخضر.
وتؤكد هذه الأرقام الدور المحوري للمغرب في استراتيجية البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، خاصة في مجالات الاقتصاد الأخضر والأمن المائي. ويبدو أن التركيز المتزايد على مشاريع الاستدامة يعكس التزامًا واضحًا بالتحديات المناخية والبيئية التي تواجهها المنطقة.