اصبح الكل يهرب من الجزائر بسبب الاوضواع المأساوية من الناحية الاجتماعية التي يعيشها الشعب الجزائري .وفي هذا الاطار قامت وزارة الداخلية الاسبانية بتأجير بواخر لترحيل الالف من المهاجرين السريين الجزائريين ، حيث سيتم إعادتهم عبر ميناء وهران أو موانئ أخرى وسيتم استثناء بعض الحالات من عمليات الترحيل تتعلق أساسا بالنساء الحوامل أو اللواتي يرافقهن أطفال إضافة للأطفال الذين لا يملكون مرافقا معهم،
وكانت المفوضية الأوروبية بإسبانيا، قد غبرت عن قلقها البالغ إزاء الأعداد المرتفعة للمهاجرين الجزائريين الواصلين إلى سواحل اسبانيا ضمنهم اطفال ونساء حوامل ، ، بشكل جعل من الجنسية الأولى للوافدين على البلاد بطريقة غير قانونية، رغم جائحة كورونا، ما يشكل حسبها منفذا لشبكات تهريب المهاجرين مقابل أموال.
وتلقت مدريد ملاحظات من المفوضية الأوروبية بشأن الأعداد غير الاعتيادية للمهاجرين الجزائريين، الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية ، رغم تداعيات جائحة كورونا التي يبدو أنها لم تكبح أعدادهم، وهذا بعد إحصاءات قدمتها وكالة فرونتكس لمراقبة الحدود الخارجية لبلدان الاتحاد الأوروبي.
ووفق المصدر ذاته، فإن أعداد الجزائريين الواصلين إلى إسبانيا بطرق غير شرعية، جلها بواسطة قوارب صغيرة عبر البحر المتوسط، جعل منهم الجنسية الأولى منذ مطلع العام الجاري، وهي أرقام تعاكس تماما واقع السنوات الماضية،
وأصدرت محاكم إسبانية منذ مطلع العام الجاري أحكاما متفاوتة بحق جزائريين، تم توقيفهم بتهم تهريب المهاجرين إلى إسبانيا، لقاء مبالغ مالية ضمن شبكات منظمة، حيث وصلت عقوبة بعضهم الى 14 سنة حبسا نافذا.
وأعلنت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، ان 85 جزائريا، فقدوا في البحر المتوسط، منذ بداية السنة الجارية، عندما كانوا بصدد التسلل الى سواحل اسبانيا بطريقة غير شرعية. . وقد نشرت الرابطة، تقريرا بخصوص الهجرة السرية من وإلى الجزائر، ذكرت فيه أن قرابة 5500 جزائري دخلوا إسبانيا عبر قوارب الهجرة السرية ما بين يناير 2020 و سبتمبر من نفس العام. ونسبت هذه المعطيات لـلمركز الدولي للمهاجرين غير النظاميين بإسبانيا. وافاد التقرير، ان نحو 31 ألف مهاجر جزائري يعيشون في أوروبا من دون وثائق إقامة رسمية، بحسب إحصائيات للاتحاد الأوروبي لعام 2019.
وأكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان أنه تم ترحيل 1528 مهاجراً سرياً جزائرياً من فرنسا العام الماضي .
من جهة اخرى كشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، هو من اتخذ قرارا حازما وقويا بتقليص حصة الجزائر من التأشيرة الفرنسية (شنغن) في عام 2019، للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية،
الدكتور ناصر جابي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر، قدم قراءة تفصيلية لتزايد وتيرة الهجرة غير الشرعية من الجزائر باتجاه جنوب أوروبا واعتبر أن هناك من الأسباب تعمل على زيادة حدة الظاهرة أو تقلل منها، ومن أبرز الأسباب التي دفعت لزيادة الهجرة السرية بالجزائر مؤخراً ما وصفها الأكاديمي بـ”يأس الشباب الجزائري”.
وقال: هناك نوع من اليأس اليوم في المجتمع الجزائري”.
وأرجع ذلك إلى عدم تحسن ظروفهم المعيشية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وغياب حلول سياسية”.