مع حلول شهر رمضان المبارك، يعود الجدل حول استغلال بعض السياسيين لهذه المناسبة الدينية لتقديم المساعدات الغذائية للفئات الهشة، في خطوة يعتبرها البعض عملاً خيرياً، بينما يراها آخرون محاولةً لاستمالة الناخبين بطرق غير مباشرة.
تحويل العمل الإنساني إلى وسيلة سياسية
تشهد العديد من المناطق في المغرب توزيع “القفف الرمضانية” من طرف جهات مختلفة، بعضها رسمي وبعضها تابع لأحزاب سياسية أو شخصيات معروفة في المشهد العام. هذا السلوك، رغم أهميته في دعم الأسر الفقيرة خلال هذا الشهر الكريم، يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، خصوصاً عندما يأتي في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية.
الآثار السلبية على المجتمع
يرى العديد من المراقبين أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على تقديم مساعدات ظرفية، بل تتجاوز ذلك إلى ترسيخ ثقافة الاتكالية والتبعية السياسية، حيث يصبح المواطن مجرد مستفيد مؤقت بدل أن يكون شريكاً فاعلاً في العملية الديمقراطية.
كما أن هذا السلوك قد يضعف جهود التنمية المستدامة حيث تُستبدل الحلول الجذرية لمعالجة الفقر بمساعدات موسمية محدودة الأثر.
بين المساعدات والمصالح الانتخابية
على الرغم من أن تقديم الدعم للأسر المحتاجة سلوك محمود في جوهره، إلا أن اختلاطه بالمصالح السياسية يثير مخاوف حول نزاهة الحياة الديمقراطية، خصوصاً عندما تصبح هذه المبادرات جزءاً من حملات انتخابية غير مباشرة.
في النهاية، يبقى السؤال المطروح: كيف يمكن الفصل بين العمل الإنساني الصادق والممارسات السياسية التي تستغل حاجات الفئات الهشة؟