تحت عنوان “جمال خاشقجي يُحذر صحفي مغربي قبل اعتقاله” نشرت الغارديان البريطانية الجمعة تحقيقا وقعه الصحفي نيك هوبز،
تناول فيه ملف الصحفي توفيق بوعشرين، المحكوم ب12 سنة على ذمة تهم تتعلق بالاغتصاب الاستغلال الجنسي والاتجار في البشر،
ومعروف عن الصحفي المذكور أنه يكتب التحقيقات، غير أنه لم يلتزم بمعايير التحقيق، كما هي متعارف عليها في صحافة العالم،
إذ تلقى بيانا من أسماء الموساوي، زوجة بوعشرين، كما حاورها،
واستمع إلى المحامي محمد زيان، دفاع توفيق بوعشرين، ووفاء برناني،
المحكومة بستة أشهر سجنا، بتهمة ازدراء هيئة التحقيق.
الغريب في التحقيق، الذي أجراه نيك هوبز، أنه تمكن من الاستماع إلى زوجة بوعشرين والمحامي محمد زيان ووفاء برناني،
لكنه لم يعثر على أية واحدة من الضحايا، طبعا هن موجودات لكن الصحفي لم يبحث عنهن أبدا،
واكتفى بالقول إن الحكومة المغربية رفضت الجواب عن أسئلة صحيفة الغارديان تم تراجعت فيما بعد.
قد يكون محقا في مساءلة الحكومة عن موضوع واحد، إذ أن أسماء الموساوي زوجة بوعشرين،
اتهمت الحكومة بالخضوع إلى ضغوطات مارستها دولة عربية كان بوعشرين ينتقدها،
وبالتالي يمكن للحكومة أن تجيب عن ذلك، لكن الحكومة ليست مسؤولة عن الضحايا،
اللواتي تقدمن بشكايات ضد توفيق بوعشرين، وهن ثماني نسوة يمكن أن يعثر على أية واحدة منهن بسرعة.
ويبقى التساؤل مطروحا هو لماذا لجأت زوجة بوعشرين إلى الإعلام الأجنبي في وقت يحاكم زوجها في المرحلة الاستئنافية؟
وفي البداية أن الصحفي هو من اتصل بأسماء الموساوي لكن في فقرات متقدمة بتحدث عن توصله ببيان من طرفها،
بما يعني أنها هي من طلبت التحقيق، الذي يعتبر في المعايير الصحفية غير موضوعي.