تواصلت بمالابو بغينيا الاستوائية ، أشغال القمة الاستثنائية للإتحاد الإفريقي حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية ، بمشاركة المغرب .
وفي بداية أشغال القمة وقف المشاركون دقيقة صمت تخليدا لذكرى ضحايا الإرهاب بإفريقيا ، أعلنها الرئيس الأنغولي جوو لورنسو .
وتميز الافتتاح بأربع كلمات ضمنها كلمة لرئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي ، موسى فكي الذي قدم تشخيصا لظاهرة الإرهاب ، وأكد أنه لم يعد مقبولا التغييرات غير الدستورية في القارة الإفريقية.
وقال الدبلوماسي التشادي خلال هذه القمة إن ” الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات تشكلان تحديين رئيسيين يعيقان الطموح في بناء إفريقيا جديدة ” ، واصفا تعديلات الدساتير بأنها انقلابات زاحفة ، لأنها تصادر أي احتمال لحدوث تناوب سياسي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى انقلابات عسكرية تحظى في بعض الحالات بدعم شعبي واضح”.
وأضاف أن ” إفريقيا وبلا شك هي آخر قارة بالعالم تشهد الإرهاب بهذه الكثافة ، والقارة التي تزال تشهد تغييرات غير دستورية في الحكم “.
وتابع ” لا جدال في أن هاتين الظاهرتين تقلبان أولوياتنا التنموية وتعيقان مسيرتنا نحو التقدم . ويجب ألا نقبل هذا بعد الآن .. يتعين علينا مواجهة هذا التحدي المزدوج من خلال إجراءات جريئة وشجاعة، سواء داخل الدول أو على المستوى الإقليمي والقاري، حتى تتوقف هذه الهجمات التي لا تطاق على أمننا واستقرارنا في القارة “.
وأكد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي ” أنه يجب أن نتوقف عن اعتبار مكافحة الإرهاب ظاهرة عادية يمكن حلها من خلال الاجتماعات والندوات والمناظرات واللقاءات “.
من جهته ، أدان رئيس غينيا الاستوائية ، تيودور أوبيانغ نغيما ، في خطابه وبقوة الإرهاب ، ودعا نظراءه الأفارقة إلى تعبئة الوسائل للتصدي الحازم لهذه الظاهرة التي تقوض جهود التنمية وتزعزع كل ما طريقها .
وقال رئيس غينيا الاستوائية في خطابه إن ” الإرهاب أضحى أكبر تحد بالنسبة للسلم في إفريقيا وأمن القارة ، ويهز أسس الدول والمجتمع ” .
وأضاف أنه “في مواجهة الإرهاب ، يتعين على إفريقيا أن تبقى موحدة ” ، مشيرا إلى أن الإرهاب مستمر في الانتشار عبر أنحاء إفريقيا ، مما يقوض سيادة ووحدة مناطق بأكملها .
وعبر المشاركون في القمة عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في غرب إفريقيا ، حيث شهدت السنوات الثلاث الأخيرة استيلاء العسكر على السلطة في مالي وغينيا وبوركينافاسو عن طريق انقلابات عسكرية . وأشاروا إلى وجود صلة وثيقة بين الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات .
وستتوج هذه الدورة التي تعقد بشكل مغلق ، بإصدار إعلان في نهاية القمة .
وعقدت الجمعة بعاصمة غينيا الاستوائية قمة استثنائية أخرى للإتحاد الإفريقي تناولت القضايا الإنسانية بالقارة .
ويمثل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، السيد ناصر بوريطة ، مرفوقا بوفد رفيع المستوى ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في أعمال القمتين الإستثنائيتين للإتحاد الإفريقي.
وأبرز قادة الدول ورؤساء الحكومات والوفود ، في البيان الختامي الذي توج أشغال القمة الإستثنائية حول القضايا الإنسانية بالقارة ، المسؤولية القانونية للدول المضيفة للاجئين في تسجيل هؤلاء اللاجئين والنازحين داخليا، بهدف تجنب أي شكل من أشكال الاستغلال لهذه الفئات.
ودعوا إلى دعم تفعيل المبادرات الإفريقية للتكيف ، لا سيما مبادرة تكيف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية ، وكذا تفعيل عمل اللجان المناخية الثلاث التي تم إحداثها باقتراح من المغرب خلال قمة ” كوب 22 ” بمراكش (لجنة خاصة بمنطقة الساحل، والثانية خاصة بحوض الكونغو، والثالثة خاصة بالدول الجزرية) والتي تتمثل مهمتها في قيادة سياسة قارية للتنمية المستدامة للحد من مخاطر الكوارث وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
كما دعوا إلى التزام قوي وإرساء أنظمة للحكامة على الأصعدة الوطنية والجهوية والقارية، بما في ذلك من خلال وضع السياسات والأطر والمبادئ التوجيهية والأدوات ذات الصلة لبناء القدرات، بهدف إرساء خدمة مدنية على الصعيد القاري للتأهب والاستجابة للكوارث ومساعدة الأشخاص المتضررين من التغيرات المناخية .