كشف تقرير دولي حديث عن تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات على المستوى العالمي، متقدماً على عدد من الأسواق الناشئة والصناعية التقليدية في هذا القطاع، من بينها الصين والمكسيك وتركيا.
وجاء في التقرير الصادر عن شركة الاستشارات المالية والصناعية الدولية “أوليفر وايمان”، أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتجاوز 106 دولارات، وهو ما يجعل المملكة في مقدمة أكثر من 250 مصنعاً تم تحليلها عبر العالم، متقدمة بذلك على رومانيا (273 دولاراً)، والمكسيك (305 دولارات)، وتركيا (414 دولاراً)، والصين (597 دولاراً).
ويأتي هذا التصنيف في سياق يتسم بتحديات متزايدة تواجهها صناعة السيارات الدولية، لعل أبرزها تباطؤ الطلب العالمي على المركبات الكهربائية، وارتفاع تكاليف الطاقة، فضلاً عن تصاعد الحواجز الجمركية بين الاقتصادات الكبرى، في ظل بيئة تجارية أكثر انكفاءً وحذراً.
ويُبرز التقرير الدور المتنامي للمغرب كقاعدة إنتاجية رئيسية لمصنعي السيارات الفرنسيين، وهو ما يُعزى، وفق المصدر ذاته، إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، وتطور بنياتها الصناعية، فضلاً عن كلفتها التنافسية مقارنة بالأسواق الأوروبية والآسيوية. وقد شبه التقرير هذا الدور بما تضطلع به المكسيك منذ عقود بالنسبة إلى صناعة السيارات الأمريكية.
وأشار معدو التقرير إلى أن تفوق المغرب في خفض التكلفة لا يُعزى حصرياً إلى تدني الأجور، بل يعود أيضاً إلى مستويات إنتاجية مرتفعة، وتحديث متواصل للبنيات الصناعية، واستقرار سلاسل الإمداد، ناهيك عن اعتماد تصاميم أقل تعقيداً. وهي مقومات عززت من جاذبية المملكة كمركز صناعي استراتيجي في خارطة الإنتاج العالمية.