في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ الملاكمة النسائية، عادت الجزائرية إيمان خليف إلى واجهة الأخبار، ليس بفضل إنجاز رياضي جديد، بل بسبب نتيجة صادمة كشفت عنها اختبارات جينية حديثة: البطلة تحمل الصيغة الكروموسومية XY، المرتبطة بيولوجياً بالذكور.
النتائج التي وصفت بـ”القنبلة الرياضية”، فجّرت موجة غضب وسخط داخل الأوساط الرياضية، وأعادت النقاش القديم الجديد حول معايير التصنيف الجنسي في الرياضة. كيف شاركت خليف في منافسات السيدات؟ من سمح بذلك؟ ولماذا تم التغاضي عن إشارات وتحذيرات سابقة؟
رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، عمر كريمليف، لم ينتظر كثيراً قبل أن يخرج بتصريحات نارية. قالها بصريح العبارة: “الميدالية الذهبية يجب أن تُسحب فوراً”. وأضاف: “ما وقع لا يخدم روح المنافسة، ولا عدالة الرياضة. لا يمكننا التسامح مع تجاوزات تمس بجوهر اللعبة.”
أما في الشارع الرياضي، فكان الصدى أقوى. أصوات غاضبة طالبت بعقوبات حازمة على الاتحاد الجزائري، الذي سمح بمشاركة خليف رغم الشبهات المتزايدة منذ شهور. البعض اعتبر الأمر “تزويراً ناعماً”، وآخرون وصفوه بـ”خيانة أخلاقية” ضد الرياضيات اللائي نافسن بشرف داخل الحلبة.
ورغم كل الجدل، تبقى الأسئلة معلقة: هل كانت خليف تعلم؟ هل تعرضت للتضليل؟ وهل كانت الاتحادية على علم بنتائج التحاليل منذ البداية؟ القضية لم تُغلق بعد، لكن الأكيد أن تداعياتها ستظل تلاحق الملاكمة الجزائرية لوقت طويل.
في انتظار ما ستقرره الهيئات الدولية، تبقى هذه الحادثة تذكاراً مؤلماً بأن الشفافية ليست مجرد شعار في عالم الرياضة، بل ركيزة أساسية تحفظ المعنى الحقيقي للانتصار.