أبدى جلالة الملك محمد السادس اهتماما كبيرا بالعالم القروي، الذي يعيش اليوم على وقع نقص كبير في التساقطات المطرية، وذلك قصد التخفيف من الآثار السلبية الناتجة عن موسم فلاحي مطبوع بالجفاف مما سيؤثر سلبا على الفلاحين، وقد اعتدنا أن يكون جلالته سبّاقا للبحث عن حلول للأزمات قبل أن تقع، وكما قام جلالته بعملية استيباقية لمواجهة جائحة كورونا، يعمل اليوم على القيام بعملية استيباقية للتخفيف عن المواطنين بالعالم القروي.
وفي غياب أي رؤية استشرافية من الحكومة، التي أبانت عن ضعف كبير في التعاطي مع قضية غياب التساقطات المطرية، أعطى جلالة الملك أمره السامي، بأن يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة ملايير درهم في هذا البرنامج، الذي سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم.
ويرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية ويتعلق المحور الأول بحماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه؛ ويستهدف المحور الثاني التأمين الفلاحي؛ ويهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي”.
المبادرة الملكية والأمر الملكي يوحيان بأن كل شيء ممكن، وأنه لا توجد أزمة ليست لها حلولـ فلو بحثت الحكومة قليلا لعثرت على مخارج عملية لهذا الوضع، ولكن مع كامل الأسف الشديد فإن الحكومة لا تفكر في إنقاذ المجتمع.
وكان جلالة الملك دعا في أكثر من مناسبة، إلى الاهتمام بالعالم القروي باعتباره رافعة قوية للتشغيل، وجاء ذلك في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان سنة 2018 وفي ذكرى ثورة الملك الشعب لسنة 2019، مما يؤكد الاهتمام الكبير لجلالة الملك بالعالم القروي، وتركيز العمل من أجل تأهيل سكانه للتأقلم مع التحولات التي يعرفها هذا الميدان من حيث تطور التقنيات وغيرها.
ويدخل هذا الأمر في إطار الرؤية التكاملية لجلالة الملك، التي تسعى إلى الموازنة بين كافة القطاعات وتقديم الخدمات لجميع المغاربة، والاهتمام أكثر بالفئات الأكثر هشاشة، ويأتي اليوم إعطاء الأمر لمعالجة تأثيرات غياب التساقطات في سياق رؤية ملكية تضامنية بين سكان المغرب.