بالدار البيضاء، وخلال تظاهرة فاتح ماي، لم يتردد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في توجيه اتهامات مباشرة لعدد من الهيئات النقابية، واصفاً إياها بـ”المرتزقة”، ومتهماً إياها بالتواطؤ مع الحكومة على حساب مصالح الطبقة العاملة.
وفي كلمته التي ألقاها ضمن فعاليات الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، قال بنكيران بلهجة صارمة: “كاينين نقابات مرتزقة، وكاين اللي كيقبض الفلوس فجيبو.. واللي ما عجبوش هاد الكلام، يمشي يسوّل فديور بعض المسؤولين النقابيين”، ملمّحاً إلى وجود شبهات فساد دون تسمية جهات محددة.
على الجانب الآخر، لم تغب القضية الفلسطينية عن خطاب بنكيران، الذي حرص على تأكيد موقف حزبه ومناصريه من دعم “صمود الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن موقف المغاربة ثابت في هذا الشأن، بقوله: “نحن مسلمون، هويتنا عربية وأمازيغية، وفلسطين في قلوبنا، وعلى رأسنا جلالة الملك محمد السادس الذي ربط بين قضية فلسطين والصحراء المغربية.”
وفي لحظة لافتة، استشهد بنكيران بشعار شهير لجماهير الرجاء البيضاوي: “يا الدولة يا دولة أش ديري بينا.. صايفطينا لفلسطين نقاتلوا الصهاينة”. ودعا الحاضرين إلى ترديده، في تعبير رمزي عن استعداد المغاربة للتضحية من أجل فلسطين.
تصريحات بنكيران فتحت الباب أمام موجة من النقاش، بين من يرى فيها جرأة في فضح ما يعتبره “اختلالات” داخل المشهد النقابي، ومن يعتبر أن مثل هذه الخطابات تعمّق الانقسام وتفتقر إلى معطيات دقيقة.