أكد رئيس برلمان أمريكا الوسطى (البرلاسين)، كارلوس ريني هيرنانديز، أن الزيارة التي قام بها مؤخرا للمغرب، على رأس وفد من (البرلاسين)، وما تخللها من زيارة لمدينة العيون، رسخت لدى أعضاء هذه الهيئة البرلمانية الإقليمية صوابية موقفهم الداعم للوحدة الترابية للمملكة وسيادتها على كافة أراضيها.
وشدد ريني هيرنانديز على أن هذه الزيارة، التي جاءت بدعوة من رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، كرست أيضا لدى أعضاء (البرلاسين) صوابية دعمهم الصريح للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي وذا المصداقية لهذا النزاع الإقليمي.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن هذا التأكيد جاء خلال لقاء عقده ريني هيرنانديز مع ممثل مجلس المستشارين لدى (البرلاسين)، أحمد الخريف، وممثل مجلس النواب لدى الهيئة البرلمانية الإقليمية نفسها، عبد العالي الباروكي، بحضور سفير المملكة بجمهورية الدومينيكان، هشام دحان، وذلك بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لبرلمان أمريكا الوسطى، أمس الأربعاء بسانتو دومينغو.
وخلال هذا اللقاء، عبر ريني هيرنانديز أيضا عن امتنان مكونات هذه الهيئة البرلمانية الإقليمية للدعم الذي قدمه مجلس المستشارين من أجل تنظيم المنتدى الإقليمي حول الهجرة، المنعقد على هامش أشغال الجمعية العامة لـ (البرلاسين)، معربا، في هذا الصدد، عن امتنانه وأعضاء الوفد المرافق له لما لقوه من ترحيب وحفاوة استقبال خلال الزيارة الأخيرة التي قاموا بها للمملكة من 14 إلى 17 أبريل المنصرم.
كما ذكر بمختلف اللقاءات النوعية التي جمعت الوفد بالمسؤولين البرلمانيين والترابيين، مثمنا، في هذا الإطار، مضامين اللقاء الذي جمع مكتب مجلس المستشارين، برئاسة محمد ولد الرشيد، وبرلمان أمريكا الوسطى، بمدينة العيون، والذي توج بـ “إعلان العيون 2025″؛ الذي أكد على تثمين برلمان أمريكا الوسطى لجو الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتأكيد الموقف الراسخ لهذه الهيئة البرلمانية الإقليمية بخصوص عدالة قضية الوحدة الترابية للمغرب.
من جهته، أكد السيد الخريف أن هذه الزيارة الأخيرة كانت خير تخليد للذكرى العاشرة لانضمام برلمان المملكة المغربية، بصفة عضو ملاحظ دائم لدى برلمان أمريكا الوسطى، كما جسدت متانة مسار العلاقات التي تجمع بين المؤسستين البرلمانيتين، وفتحت آفاقا جديدة للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى نموذج حقيقي للتعاون البرلماني جنوب-جنوب.
كما أشاد بالمواقف الأخوية النبيلة التي عبر عنها رئيس برلمان أمريكا الوسطى، خلال مداخلته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار البرلماني جنوب-جنوب، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة بإفريقيا والعالم العربي، يومي 28 و 29 أبريل المنصرم.
وكان رئيس برلمان أمريكا الوسطى جدد خلال هذه المداخلة التعبير عن تقديره وتثمينه لمبادرات جلالة الملك التنموية والتضامنية الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون جنوب-جنوب، مما بوأ المملكة موقع الريادة في ربط جسور التواصل والتعاون بين إفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية والكراييب، وضمنها البلدان الأعضاء في (البرلاسين).
من جانبه، استعرض السيد الباروكي مختلف المحطات البارزة في مسار علاقات برلمان المملكة المغربية ببرلمان أمريكا الوسطى، والتي ظلت طيلة عشر سنوات من التعاون قائمة على الاحترام والتشاور وتنسيق المواقف في المحافل المتعددة الأطراف.
وشدد على أن الحرص على تعزيز وتمتين هذا المسار يستمد روحه من الخيار الإستراتيجي للمملكة في تنويع الشركاء وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي يقوده ويرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو ما أكده جلالته من خلال الزيارة التاريخية لدول أمريكا اللاتينية سنة 2004.