طالب عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بإرساء ديمقراطية حقيقية في المغرب، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ”التحكم” ما زال قائماً، رغم تراجعه مقارنة بالفترة التي كان فيها إدريس البصري على رأس وزارة الداخلية، وقال بنكيران، خلال ندوة صحفية عقدها الحزب بمقره المركزي بالرباط صباح الأربعاء، إن حزبه اختار منذ سنوات الانخراط في الحياة السياسية رغم ما سماه بـ”قوة التحكم” في تلك المرحلة. وأضاف: “دخلنا الحياة السياسية سنة 1992 حين كانت القبضة شديدة، ومع ذلك قبلنا بالمشاركة في اللعبة السياسية أملاً في الإصلاح من الداخل”.
وأكد بنكيران أن الحرية تعتبر من القيم الأساسية داخل حزب العدالة والتنمية، مشدداً على أن هذه الحرية “يقابلها وعي بالمسؤولية لدى أعضاء الحزب، وقدرتهم على اختيار الشخص المناسب في الوقت المناسب”. وأضاف قائلاً: “ليس لدينا زعيم أممي ولا نبي في الحزب، والديمقراطية داخلنا حقيقية”.
وأشار الأمين العام إلى أنه اختار عن طواعية الابتعاد عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، قائلاً: “تركت المجال للإخوان ليشتغلوا بحرية، لأنني بلغت من السن ما يجعلني أترك مسافة”.
وخلال الندوة، عبّر بنكيران عن أسفه مما وصفه بـ”استمرار تدخل بعض أعوان السلطة للتأثير على اختيارات الناخبين”، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات “لا تخدم العملية الديمقراطية”. كما دعا وزارة الداخلية إلى الإفراج عن الدعم المالي المستحق للحزب والمخصص لتمويل مؤتمره الوطني، واصفاً هذا الدعم بـ”الحق المشروع”.
وفي حديثه عن أزمة تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2016، اتهم بنكيران رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بـ”قيادة مؤامرة” حالت دون تشكيله للحكومة، مشيراً إلى أنه رفض دعوة تلقاها من أخنوش لحضور مؤتمر الحزب، كما رفض تهنئته بتولي قيادة “الأحرار”.
وبخصوص مستقبله السياسي، أعلن بنكيران أنه لا يعتزم الترشح مجدداً لقيادة الحزب، لكنه استدرك قائلاً: “إذا أراد الإخوان ترشيحي، فمرحباً”.
من جهته، كشف إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن تفاصيل الإعداد للمؤتمر الوطني التاسع، موضحاً أن اللجنة التحضيرية عقدت اجتماعات مكثفة لمراجعة النظام الأساسي وتحديث البرنامج السياسي للمرحلة المقبلة.
وأكد الأزمي أن الحزب لم يوجّه الدعوة إلى كل من عزيز أخنوش وإدريس لشكر لحضور المؤتمر، بسبب ما وصفه بـ”توتر العلاقة” مع قيادة الحزبين. وقال: “لا يمكن أن نهاجَم علناً من طرف بعض القيادات، ثم نمد لهم الدعوة. ذلك سيفقدنا احترام المواطنين”.
وأضاف الأزمي أن الدعوة وُجهت إلى جميع الأحزاب السياسية، باستثناء بعض الأسماء، وذلك “حرصاً على الانسجام السياسي واحتراماً لمواقف الحزب”.
وفي سياق متصل، شدّد الأزمي على أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة في ما وصفه بـ”ترشيح الفاسدين”، داعياً إلى الارتقاء بالعمل الحزبي، والابتعاد عن المال السياسي والتدخلات التي تُفسد المسار الديمقراطي وختم الأزمي حديثه بالتأكيد على أن “النقاش الداخلي داخل مؤسسات الحزب يُنتج تحولات عميقة”، مضيفاً أن “خمس ساعات من النقاش داخل المؤتمر قادرة على تغيير قناعات راسخة”.